كانت مشاركة منتخب مصر في الدورة الودية الرباعية، في مارس الماضي، قراراً شجاعاً من حسام حسن، الذي قرر خوض التجربة، على الرغم من صعوبتها، وقد كان أمامه التبرير الجاهز «المُعلب»، وهو أنه تسلم المهمة منذ أيام والوقت لا يسعفه للإعداد، ورأى حسام حسن أن خوض الدورة الودية سيكون فرصة للتعرف على لاعبي الفريق.
وعلى الرغم من خسارة المباراة النهائية أمام كرواتيا بنتيجة ثقيلة «2-4»، فقد استقبل شارع الكرة المصرية الأمر بهدوء وفهم، باعتبار أن كرواتيا ثالثة مونديال قطر 2022، وثانية مونديال روسيا 2018، لكن ما زال أمام حسام حسن مواجهات يصل كل منها إلى درجة الاختبار النهائي، نعم النهائي.
أولاً: اللعب مع بوركينا فاسو وغينيا بيساو ضمن تصفيات المجموعة الأولى لكأس العالم 2026 التي يتصدرها منتخب مصر برصيد 6 نقاط، ولا يمكن الاستهتار بالفريقين المنافسين، إذ خرجت بوركينا فاسو وغينيا بيساو من دور الستة عشر في الأمم الأفريقية الأخيرة، الأولى خسرت من مالي 1-2، والثانية خسرت من غينيا الاستوائية صفر-1. وكانت كأس الأمم الأفريقية شهدت مستويات جيدة لمنتخبات القارة عموماً، وهنا سيكون الاختبار مدى قدرة منتخب مصر على الفوز في المباراتين، وتقديم أداء جيد بشخصية قوية، تزيل آثار الأداء الهزيل في كأس القارة.
ثانياً: إنهاء التصفيات بصدارة المجموعة الأولى، والتأهل إلى كأس العالم القادمة، وأي تعثر في الطريق، وعدم التأهل إلى المونديال، سيعني نهاية تجربة حسام حسن مع المنتخب، فمن المعروف أنه في الكرة المصرية لا أحد يصبر على مدرب، وقد باتت ظاهرة عالمية الآن على أي حال، فالنتائج تحسم مصير المدرب.
ثالثاً: المرور من عنق زجاجة تصفيات كأس العالم، يليه عنق زجاجة تصفيات الأمم الأفريقية 2025 التي ستنطلق في سبتمبر القادم، على أمل التأهل إلى النهائيات في المغرب، وبعدها يحين اختبار آخر وليس هذا وقته.
رابعاً: خوض منافسات بطولة كأس العرب التي من المفترض أن تقام في عام 2025، إلا أن الموعد النهائي لم يتحدد بعد.
خامساً: الاختبار الأشد قسوة على حسام حسن، هو أن يقدم منتخب مصر كرة قدم تليق بتاريخه ورصيده من البطولات على المستوى القاري، وقد غابت شخصية المنتخب منذ عام 2010، كذلك الاختبار الصعب جداً، وهو التأهل إلى المونديال، ولعب كرة قدم حقيقية في النهائيات، الاختباران يرتبطان في النهاية بقدرة حسام حسن على إدارة الفريق ولاعبيه، وخاصة النجوم المحترفين، وفي مقدمتهم محمد صلاح، وعلى الرغم من نفي حسام حسن بأنه لا توجد مشكلة مع صلاح، فإن الحقيقة أنه كانت هناك مشكلة بالفعل، وحسناً أننا نستخدم الفعل الماضي الآن، لعل الأمر يصل بنا إلى الفعل المضارع لعلاقة النجمين، فكلاهما نجم يشعر بذاته.
**
 شارع الكرة المصرية ينتظر من حسام حسن أن يقود المنتخب إلى الفعل.. لعب وأمتع وفاز، فما أجمل ذلك، «شد حيلك يا حسام».