نقرأ المشهد السياحي، ونستقرئ معالم عاصمتنا الجميلة، ونقلب صفحات جغرافيتها، ونفتح معجم تراثها، ونذهب إلى ملامح وجنتها الناصعة، فنلمس كيف هي الحياة هنا، العاصمة أصبحت مهبطاً لطموحات الزائرين، ومكاناً وسيماً ترعاه أيد وفية، وعقول سخرها الله لتكون حارسة على معطيات الخير في بلد الخير، واليوم ونحن نتابع ما يحدث من بنى تحتية، راسخة، ومن أراض زُرعت بالجمال، ومناطق لونت بنبل العطاء، ومواقع طوقت بالأمان، والاستقرار، وشفافية التعاطي مع الآخر، كل هذه السجايا منحت العاصمة، استثنائية في شغف الزوار لتهبط بهم أجنحة الكائنات المعدنية الباذخة، على أرض هيأها أهلها لتكون المكان الأجدر في استقبال الغرباء، كأعضاء في الجسد الاجتماعي، وكجزء من النسيج الثقافي الإماراتي، اليوم نشهد هذا الزخم، من البشر الذين يتوافدون إلى العاصمة النبيلة، يجمعهم حب العيش الهانئ، ويؤلف بينهم، عشق الحياة المنعمة بترف المنجز الحضاري، ومشاريع سياحية باذخة، منقطعة النظير، لا يشبهها إلا هي.
اليوم تبدو العاصمة أبوظبي وكأنها النجم، تدور في فلكها كواكب الرغبات البشرية من كل حدب وصوب، لأن أبوظبي (غير) ولأن أبوظبي استطاعت خلال الخمسين الماضية أن تشع بنور التقدم الحضاري بجدارة القيادة، وحكمة السياسة في تقديم البلد، كواحد من أهم بلدان العالم في تقديم الخدمات، بكل أنواعها، وبيسر التعامل، وسهولة إنجاز ما يحتاجه السائح، ومن عناء أي تعب. بهذه المعطيات، استطاعت أبوظبي أن تستقبل خلال العام الـ 2023 أعداداً من الزوار ما يقارب الـ 24000000.
وهذا الرقم المبهر سوف تضاعفه السنوات القادمة ليصل إلى 39000000 زائر وهو الأمر الذي يجعل العاصمة مركزاً سياحياً مهماً، والسياحة هي صناعة العقول المستقبلية، وهي الرصيد الاقتصادي الأهم من كل المنتجات الوطنية، لما لها من مردود يفوق المردود الاقتصادي، فليس الاقتصاد وحده ما ينعش الحياة، بقدر ما للجوانب الثقافية، والاجتماعية، والتاريخية، والحضارية من آثر بالغ في تقييم مدى التطور لأي بلد.
ولأن القيادة سخرت جل الإمكانيات الاقتصادية، من أجل النهوض بالبنى التحية، وتوفير كلما يمكنه من شحذ الرغبات السياحية، فإن من يزور أبوظبي اليوم، يشعر برغبة جامحة في الاستقرار على أرضها، والاستمرار في العيش، لان ما يتم تقديمه للزائر، لهو الاستثناء في العالم، ولان ما تقوم به المؤسسات، المختصة بالتعامل مع الزائرين، لهو الفريد من نوعه، الأمر الذي يجعل المختصين في الإحصاء، يمتلكون الثقة، بما يقدمونه من أرقام تبدو في ظاهرها فلكية وفي واقعها حقيقية، لأن هذا هو حال الدول التي ترعى الأهمية القصوى للزائر، لأنه المرآة التي تعكس الصورة الحقيقية للدولة التي يزورها، ولأنه النشرة الإخبارية الصادقة التي تبث خبر نجاح الدولة التي يزورها، في تأمين كل ما يحتاجه الزائر، وكل ما يستحقه.