عندما تدلهم الخطوب وتنتشر غيوم الكروب ويعصف القلق بالجميع، تتجه الأنظار إلى وطن المحبة والسلام وعاصمة العقل والحكمة والوئام، يأتي صوت رجال نهلوا الحكمة من معين حكيم العرب الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي أسس صرحاً شامخاً بالحكمة والرؤية السديدة حتى أصبحت إماراتنا وطناً للحكمة والمواقف النبيلة السديدة، وها هي تمضي على ذات النهج القويم والطريق الرشيد.
اليوم ومع ما يجري من تصعيد في إقليمنا، ينبري صوت العقل والحكمة داعياً لإعمال التروي والتبصر في مآلات الأمور لمنطقة لا تحتمل المزيد من العبث والمغامرات والتهور، وشعوبها في أمسّ الحاجة للاستقرار والتنمية الشاملة.
وها هي الإمارات تعرب عن قلقها «البالغ تجاه التطورات التي شهدتها المنطقة خلال الأيام الماضية، وتدعو إلى وقف التصعيد، وعدم اتخاذ خطوات تفاقم التوتر في المنطقة»، وذلك بحسب بيان وزارة الخارجية الذي أكد أن «دولة الإمارات تدعو إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، لتجنب التداعيات الخطيرة وانجراف المنطقة إلى مستويات جديدة من عدم الاستقرار».

ودعت الوزارة في البيان إلى «حل الخلافات بالحوار وعبر القنوات الدبلوماسية، وإلى التمسك بسيادة القانون واحترام ميثاق الأمم المتحدة، كما طالبت الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بالاضطلاع بمسؤولياتهما في تعزيز الأمن والسلم الدوليين، عبر حل القضايا والصراعات المزمنة في المنطقة، والتي باتت تهدد الأمن والاستقرار العالمي». وكما قال معالي الدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، إن السلام عبر الدبلوماسية هو الخيار والعدالة، هذا هو الخيار المنطقي الوحيد اليوم. وإنه «يحق لنا أن نعبر عن قلقنا من التصعيد العسكري الخطير في المنطقة، وتجنيب شعوبها مخاطر الحروب». و«لطالما حذرنا من تداعيات الحرب في غزة وأولوية الوقف الفوري لإطلاق النار، واليوم تبرز الحاجة إلى السلام عبر الدبلوماسية، وضمن أسس الاستقرار والازدهار والعدالة، وهذا الخيار المنطقي الوحيد».
لقد مرت على المنطقة أحداث مهولة من نتاجات الخطابات العنترية والشعارات الجوفاء والمغامرات التي قادت للمزيد من الفوضى والخراب وسفك دماء الأبرياء وتعطيل عجلة التنمية في المناطق التي ازدهر فيها التطرف جراء تلك الخطابات والشعارات، وسمحت بأن تكون بلدانها ساحات لتصفية حسابات الآخرين. قوى الخير اليوم مدعوة للالتفاف حول أصوات العقل والحكمة في الإمارات وغيرها من الدول المحبة للخير لوقف الحروب وإعلاء راية سلام الشجعان.