- بعدها.. ترى الناس متخربطه في برنامجها اليومي من شهر رمضان، تلقاهم الظهر مغمى عليهم، وينشّون قبل المغرب يحلمون بتكملة مسلسلات رمضان، والليل تقول شواهين أو حرّاس الأسواق، لذا الأفضل صيام أيام ست الصبر، لأنها تساعد الجسد والذهن على التكيف التدريجي، وعودة الحياة الطبيعية لسالف عهدها، بخيرها، ودون شرها، ولا أذاها.
- بصراحة.. العيد يفقد رونقه من سنة إلى أخرى، خاصة في ظل الثورة التقنية، وتعقد إيقاع الحياة، وخاصة في مدننا الكبيرة التي يغيب عنها الجار اللصيق، والجار ذو القربى، وحتى الجار البعيد، فلا تكاد تميز ألوان أبواب دورهم، ولا تعرف لدروبهم مسلكاً، حتى أننا نشفق على أنفسنا أولاً، وعلى أطفال هذا الجيل الذي تتشابه عنده الأيام، وليس هناك عنده ما يميزها أو يطبعها بطابعه الطقسي والاجتماعي، لم يبق إلا ذكرى أعياد الطفولة التي نحاول أن نسترجعها لتعيننا على الفرح، ونتعكز عليها لتبقينا في دائرة الحياة الجديدة المتغيرة.
- أول بشارة نتلقاها من منظمة الصحة العالمية منذ أمد طويل، والتي ما عرفنا منها إلا التحذير تلو التحذير، والاحتراس والتأهب ودفع البلاء، هذه المرة تبشرنا خاصة نحن الدفعة الأولى من المتقاعدين، والمولودين سنة «سِكّتو»، والذين حظروا علينا في فترة دخول «المولات» ولو بكمامات، ومرة من السفر دون رفقة آمنة، ومرة عدم الاختلاط دون أخذ التطعيم ضد حمى الضنك والآخر ضد مرض الحزام الناري، المهم رضّخوا بنا وجعلونا لا نعرف شرقنا من غربنا حتى أيقنّا أننا نحو قبورنا ذاهبون، لكن الـ «WHO» أو منظمة الصحة العالمية، خرجوا علينا بتقرير يسر القلب، ويطرب الخاطر، ويرفع المعنويات؛ باعتبار العمر الشبابي يمتد بالإنسان العصري إلى العام الخامس والستين، يعني مرحلة الشباب سترافق الإنسان حتى سن التقاعد المتأخر، لأن الحين إذا سرت بتخطب عندنا، وسمعوا أن عمرك أربعين نعتوك بالشيبة، وأضافت عليها الزوجة الأولى المغتاضة بنعت أكبر، «شيبه ومخرّف يبا يعرّس وريوله في القبر»، الآن لزاماً عليهم يتوافقون مع توصية منظمة الصحة العالمية، وإلا تراها جاهزة تنبح في وجوه المعترضين، المهم أن تلك المنظمة التي تهتم بصحة الإنسان على هذا الكوكب، مددت مرحلة الطفولة إلى أن يبلغ الولد 17 عاماً، و«يخضّر شاربه، وتطّرّ لحيته»، وفترة الشباب من 18-65 عاماً، وأوساط العمر من 66-79 عاماً، ومن 80-99 عاماً هي سن الكهولة أو من يطلق عليهم كبار السن، اللهم بلغنا، ونحن بكامل قوانا الصحية، العقلية والجسدية، ومن سمع وقرأ، يعني من الآن لن نقبل أي تصنيف غير تصنيف منظمة الصحة العالمية، الله يخلي الـ «WHO».