كانت المفاجأة التي أذهلت أولياء أمور مدرسة الألفية الخاصة في دبي، وهم يتابعون مسرحية ''أي حلم ممكن أن يتحقق'' أن نص المسرحية وفكرتها قد مرا بوزارة التربية والتعليم ومنطقة دبي التعليمية، ليس ذلك فحسب بل ان وقع المفاجأة كان أقوى عندما علموا أن مسؤولين من الوزارة حضرا بروفات المسرحية، وابديا اعجابهما الشديد بها، وغمرهما الحماس فطالبا بعرضها على مستوى الدولة· وعقب يوم العرض الاول للمسرحية التي كان من المفترض ان تستمر لستة ايام، قررت المنطقة التعليمية وقف عرضها اثر احتجاجات اولياء الامور الذين اكتشفوا انها تجسد بوضوح شخوص عدد من الانبياء والرسل· واكد مدير المدرسة المعنية انه لم يكن ليعرضها لولا موافقة الوزارة والمنطقة· هذه الواقعة ليست الاولى من نوعها، وتظهر الغياب الكبير الذي تعاني منه أجهزة مراقبة ومتابعة ما يجري في المدارس الخاصة، وقد سجلت حالات عدة لوجود نصوص مخالفة في الكتب المدرسية المقررة في تلك المدارس· وهي كتب مرت على الجهات المختصة في الوزارة وهذه المنطقة التعليمية أو تلك، وبالأخص القطاع المسؤول عن التعليم الخاص، والذي يتعامل بعض موظفيه مع الامور بطريقة روتينية بحتة، والمسألة في نظرهم توقيع من هنا على رسالة من هناك· وامام اي كبوة أو ثغرة يتم اكتشافها، تكون المبررات جاهزة، والردود حاضرة من لدن تلك النوعية من المسؤولين في الوزارة الذين كانوا يدعوننا دائما للتفريق بين بناء الرجال ومصانع البسكويت، ولا زالوا محنطين في مراكزهم رغم تغير العهود في الوزارة العتيدة· وهي ردود لا تخرج عن دائرة الامكانيات وقلة المفتشين، وهذه المرة في قضية ''أي حلم ممكن أن يتحقق'' اضافوا على المبررات عدم القدرة على التمييز بين المحظورات بدليل حماسهم الكبير لعرض المسرحية على مستوى الدولة، وفي الوزارة''كل شيء ممكن أن يتحقق''!!·