أصبح الفحم الحجري منذ أواسط القرن التاسع عشر عنصراً مهماً في الثورة الصناعية ومادة أساسية لتوليد الكهرباء التي تعد إكسير العصر الحديث. ورغم دخول البترول والغاز بطلين في مسرح الطاقة الكهربائية، فما يزال نحو ثلث الإنتاج الكهربائي في العالم يتم توليده عن طريق محطات الفحم. وفي هذه الصورة نرى محطة طاقة سابقة تعمل بالفحم، على ضفاف بحيرة «أفون» بولاية أوهايو الأميركية، وقد افتتحتها شركة «كليفلاند إلكتريك إلومينيتينغ» في عام 1926، قبل أن يتم إغلاقها في عام 2022. وشهدت صناعة الفحم في الولايات المتحدة تدهوراً حاداً خلال العقد الأخير بصفة خاصة، حيث أدت الطفرات المتتالية لإنتاج الغاز الطبيعي وطاقة الرياح والطاقة الشمسية، علاوة على المخاوف البيئية المتزايدة جراء ظاهرة الاحتباس الحراري، إلى جعل حرق الفحم أكثر تكلفةً وأقل قبولاً لدى الرأي العام الأميركي، حيث أخذت صناعة توليد الطاقة تتحول نحو مصادر الكهرباء الأرخص والأنظف. وفي عام 2023 ولدت محطات الطاقة التي تعمل بالفحم نسبة 16.2% من مجموعة الكهرباء في البلاد، وفقاً لوكالة معلومات الطاقة الأميركية، وذلك مقارنة مع 52% عام 1990. وما يزال هناك نحو 200 محطة طاقة تعمل بحرق الفحم تواصل إنتاج الكهرباء، يوجد معظمها في ثلاث ولايات هي بنسلفانيا وتكساس وإنديانا. وقد وضعت إدارة الرئيس جو بايدن حجر الزاوية الأخير في خطتها لمعالجة تغير المناخ، وهو لائحة تنظيمية من شأنها أن تجبر محطات الطاقة التي تعمل بالفحم على التوقف فعلياً عن تلويث الجو من خلال غاز ثاني أكسيد الكربون الذي تطلقه مداخنها، ويؤدي إلى الاحتباس الحراري، السبب الرئيس لظاهرة التغير المناخي وتداعياتها الخطرة. تأتي القواعد الجديدة المتعلقة بمحطات الطاقة بعد أسابيع من اللوائح المناخية الرئيسية الأخرى التي أصدرتها الإدارة بهدف الحد من الانبعاثات الصادرة عن السيارات والشاحنات، وذلك لتسريع اعتماد السيارات الكهربائية. ويعد النقل والطاقة الكهربائية أكبر مصدرين في الولايات المتحدة للتلوث الكربوني المؤدي إلى تغير المناخ، الظاهرة التي تأتي على رأس اهتمامات الرئيس بايدن، متأثراً في ذلك بضغوط تيار عام متنامٍ يُعنى بالتهديدات البيئية والتحديات المناخية، وعلى رأسها محطات الفحم!. (الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)