أصبحت برامج الحفاظ على السلاحف البحرية عنصراً محورياً في المنتجعات والمحميات الطبيعية في العديد من الوُجهات الشهيرة، بما في ذلك هاواي والمكسيك وفي جميع أنحاء منطقة البحر الكاريبي، وها هي غينيا بيساو في غرب أفريقيا تحاول وضع اسمها على خريطة السياسات البيئية الرامية للحفاظ على السلاحف البحرية. وفي هذه الصورة نرى مجموعة من العمال والفنيين التابعين لإدارة المحمية المقامة على جزيرة بويلاو قبالة السواحل الغينية، يعتنون ببيض السلاحف ويضعون عدداً من صغارها في دلو حتى يتم إطلاقها في ظروف سليمة وآمنة. وكما يقول مسؤول المحمية فإن بعض هذه السلاحف قد يسبح لمسافة 600 ميل عبر شمال المحيط الأطلسي، وصولاً إلى أماكن نائية يصعب تخيل مكان أكثر منها صعوبة في الوصول إليه من قبل محبي السلاحف البحرية.
وفي كل عام تتسلق آلاف السلاحف البحرية الخضراء الصغيرة الرمالَ البيضاء الناعمة لجزيرة بويلاو الساحرة، التي تعد واحدةً من أكبر مواقع فقس السلاحف البحرية في المحيط الأطلسي، قبل تشق طريقها بشكل آمن وهادئ إلى البحر مجدداً. وتجري أحداث الفقس المذهلة في جزيرة بويلاو بين شهري أغسطس وديسمبر من كل عام. وخلال هذه الفترة من العام الماضي وضعت السلاحف أكثر من 44 ألف بيضة على شاطئ بويلاو الذي يبلغ طوله 1.4 ميل، مما يشير إلى أن السلاحف لا تواجه صعوبة في العثور على مكان لوضع بيضها، لا سيما أن العمال المحليين يحرصون على بقاء عشرات آلاف السلاحف الصغيرة على قيد الحياة كل عام.
وتقع جزيرة بويلاو الصغيرة غير المأهولة في أقصى الجنوب من الجزر الـ88 التي تشكل أرخبيل بيجاغوس، وهي جزء من متنزَّه «جواو فييرا وبويلاو البحري الوطني»، وتستغرق الرحلة إليها بحراً من العاصمة بيساو حوالي سبع ساعات بقارب متوسط السرعة. ويُسمح لعدد محدود من السائحين (لا يتجاوز 12 شخصاً في اليوم الواحد) بزيارتها، وهي تعد مقدسة لدى سكان الأرخبيل ولا يُسمح بالبناء عليها. وقد بدأت العام الماضي منظمةُ الأمم المتحدة للعلوم والثقافة (اليونسكو) بتقديم الدعم لها تمهيداً لتصنيفها ضمن قائمة التراث العالمي الإنساني، وهو ما من شأنه أن يزيدها شهرة وأن يعزز الحماية البيئية لسلاحفها البحرية أيضاً.
(الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)