فيما يؤكد تواصل جهود دولة الإمارات لتطوير علاقاتها مع دول أميركا الوسطى، شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان, رئيس الدولة، حفظه الله، وفخامة رودريغو تشافيس رئيس كوستاريكا، خلال الأسبوع الماضي عبر تقنية الاتصال المرئي توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الدولتين.
وقد أكد سموه أن توقيع هذه الاتفاقية يجسد نهج دولة الإمارات الثابت في بناء جسور التعاون الفاعل والمثمر مع دول العالم، بهدف تحفيز التبادل التجاري والاستثماري، وبما يسهم في تعزيز التجارة الدولية ودعم الاقتصاد، وذلك انطلاقاً من إيمان الإمارات الراسخ بأن التعاون الدولي البنّاء في تحقيق النمو الاقتصادي المستدام كفيل بتعزيز الاستقرار والسلام وجودة حياة الشعوب في العالم.
وفي الواقع، فإن دولة الإمارات، وفي إطار حرصها الراسخ على دعم علاقات التعاون والشراكة مع مختلف دول العالم، شهدت علاقاتها مع دول أميركا الوسطى تطوراً كبيراً خلال السنوات الماضية. ومن مؤشرات ذلك على سبيل المثال، انضمام الإمارات إلى منظمة التكامل لدول أميركا الوسطى «SICA» بصفة عضو مراقب غير إقليمي، وكان ذلك خلال اجتماع المجلس الوزاري للمنظمة الذي عقد في سان خوسيه بكوستاريكا في 25 يونيو 2021.
وكانت الإمارات، وفيما يؤكد رغبتَها في توثيق علاقاتها مع دول أميركا الوسطى، قد شاركت في يوليو 2018، كضيف خاص في أعمال «منتدى الأعمال للاستثمار والتصدير الأول» الذي نظمته «SICA» في كوبا، ومنذ ذلك الوقت شهدت هذه العلاقات تنامياً مستمراً.
ويؤكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية أن هناك رغبة مشتركة بين الإمارات ودول المنظمة في بناء علاقة متينة تعود بالنفع على كافة الأطراف، ويشدد سموه على أن دولة الإمارات تشارك هذه الدول المحاور والاهتمامات الاستراتيجية، مثل حقوق الإنسان والتغير المناخي والتنوع البيولوجي والتنمية المتوازنة والسلام والأمن والتعليم والصحة وكذلك التنمية الحضرية والريفية والتنقل المستدام والطاقة المتجددة والأمن الغذائي، وتمكين الشباب والنساء.
ويتوج توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات وكوستاريكا، وهي الأولى لكوستاريكا مع إحدى دول الشرق الأوسط، الكثير من الجهود التي بذلت لتطوير التعاون الثنائي بين الطرفين، ومنها توقيعهما مذكرة تفاهم في مجال التطوير الحكومي، ضمن أعمال القمة العالمية للحكومات، في فبراير 2019، بهدف تعزيز تبادل الخبرات والتجارب الحكومية الإماراتية الناجحة في مجالات العمل الحكومي المستقبلي بين الدولتين، وذلك في إطار برنامج التبادل المعرفي الحكومي.
وقد قام وفد رسمي من حكومة دولة الإمارات في ديسمبر 2022 بزيارة إلى جمهورية كوستاريكا، وعدد من دول أميركا الوسطى، حيث تم عقد سلسلة اجتماعات تم خلالها بحث تعزيز التعاون المشترك في مجالات التحديث والتطوير الحكومي، وتوسيع مشاركة الخبرات والتجارب الإماراتية الناجحة في العمل والإدارة الحكومية، وذلك ضمن جهود حكومتَي الدولتين لتفعيل مذكرة التفاهم التي تم توقيعها في إطار برنامج التبادل المعرفي الحكومي، ضمن جهود حكومة الإمارات لتعزيز علاقات التعاون في مجال العمل الحكومي مع حكومات دول العالم بشكل عام وحكومات دول أميركا الوسطى بشكل خاص.
والجدير بالذكر أن اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات وكوستاريكا ستعمل بعد دخولها حيز التنفيذ على إلغاء أو خفض الرسوم الجمركية، وتقليل الحواجز أمام التجارة وتعزيز التعاون مع القطاع الخاص، وإنشاء مسارات مشتركة للاستثمار، على النحو الذي يسهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين الدولتين. وهنا تجدر الإشارة إلى أن التجارة غير النفطية بين الإمارات وكوستاريكا قد شهدت نمواً مستمراً على أساس سنوي حيث ارتفعت بنسبة 23% عام 2022 لتصل إلى 60.4 مليون دولار وهو أكثر من ضعف القيمة المسجلة في عام 2018، وواصلت مسار نموها الصاعد لتسجل في نهاية عام 2023 زيادة بنحو 7% مقارنة بما كانت عليه في عام 2022، و31% مقارنة بعام 2021.

*صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية