بمناسبة ذكرى رحيل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، يتجدد الاحتفاء بإرثه الإنساني العظيم الذي يظل خالداً ولا يُنسى. إن المغفور له الشيخ زايد، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، كان رمزاً للحكمة والرؤية الثاقبة التي ساهمت في بناء الدولة وتحقيق ازدهارها. يظل إرث الشيخ زايد حاضراً في قلوب الناس، وفي تطور الدولة نحو المستقبل. اليوم، يواصل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تعزيز الإرث الإنساني العظيم للمغفور له الشيخ زايد، من خلال إطلاق «مبادرة إرث زايد الإنساني» بقيمة 20 مليار درهم.

ما يميز شخصية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في العمل الإنساني، ومن بعده التزام القيادة الإماراتية بمواصلة العطاء، هو أن العمل الإنساني ليس مجرد واجب مؤقت، بل هو جزء لا يتجزأ من قيم الدولة، ومن أهم بنود الدبلوماسية العامة.

إن «مبادرة إرث زايد الإنساني» تجسد رؤية القيادة الإماراتية في بناء عالم أفضل وتحقيق التنمية المستدامة، والتي تعكس التزام الإمارات بالقيم الإنسانية والتنموية التي جسدها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، خلال حياته، كما أن هذه المبادرة تؤكد استمرارية إرث الشيخ زايد في خدمة الإنسانية والعالم. وقد تجسدت إسهامات الشيخ زايد في العمل الإنساني، من خلال سلسلة من المبادرات والمشاريع التي أثرت إيجاباً على حياة الملايين. بداية، المساعدات الإنسانية الشاملة التي قادتها الإمارات في تقديم المساعدات إلى المناطق المتضررة من الكوارث والنزاعات، وهو ما أسهم في تحسين حياة الملايين في مختلف أنحاء العالم.

بالإضافة إلى ذلك، شجع الشيخ زايد على التنمية المستدامة في الدول النامية، من خلال تقديم الدعم المالي والتقني لمشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ما ساهم في تعزيز استقرار وتحسين جودة حياة المجتمعات المستفيدة. كما استثمرت الإمارات بشكل كبير في بناء مدارس وجامعات ومراكز ثقافية في الدول النامية، بهدف تعزيز الفهم المتبادل والتبادل الثقافي بين الشعوب.

وقد شاركت الإمارات بنشاط في الجهود الدولية لتعزيز السلام والأمن والتسامح والتعايش السلمي، بتعزيز الحوار الدولي والتعاون الدولي من أجل التغلب على التحديات الإنسانية، فخلال فترة حكم الشيخ زايد، قدمت الإمارات القوات والموارد لبعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة منذ التسعينيات، وحتى أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين في مناطق الصراع على مستوى العالم. من هذا المنظور، تتجلى قوة الدبلوماسية الإنسانية للإمارات من خلال تلك الإنجازات والمبادرات، حيث أصبحت الدولة شريكاً موثوقاً به في جهود المساعدة الإنسانية على المستوى الدولي.

وتعززت القوة الناعمة للإمارات كدولة تسعى جاهدة لتحقيق التنمية الشاملة والسلام العالمي، وتعزيز الفهم والتعاون بين الشعوب والثقافات، لكن أساس كل هذا يكمن في إرث الشيخ زايد في العمل الإنساني، الذي سيظل يلهم الأجيال الحالية والمستقبلية لمواصلة رحلة العطاء والتعاون من أجل بناء عالم أكثر إنسانية وسلاماً.

*باحثة سعودية في الإعلام السياسي