منذ سنوات لا يكاد يمر يوم من دون ورود خبر حول أفاعٍ يتم اكتشافها في ممرات البيوت أو غرفها أو مطابخها أو حماماتها، خلافاً للاعتقاد السائد سابقاً من أن الأفاعي لا تسكن المدن ولا تقطن العمران الحديث، بل موطنها الأساسي هو الصحاري والوديان والجبال، أي مناطق الأرض الخالية وغير المأهولة بالعمران البشري.

ستيوارت ماكنزي، المختص في خدمة اصطياد الثعابين وتخليص البيوت منها، يقوم بتصوير عملية إطلاق «ثعبان السجاد» الذي كان قد اصطاده في وقت سابق في أحد العقارات السكنية على ساحل «صن شاين» في ولاية كوينزلاند الأسترالية. وإسهاماً من ماكنزي في الحفاظ على هذه الفصيلة من الثعابين، فقد قرر الحفاظ على حياة صيده ومن ثم إطلاقه في أحد أودية الولاية، وهي بيئة مناسبة للثعابين ويفترض أن تُعِينها في البقاء على قيد الحياة وعلى التكاثر من أجل استمرار النوع.

و«ثعبان السجاد»، أفعى ذات رأس صغير مثلث الشكل، يصل طولها في أغلب الأحيان إلى 80 سنتيمتراً فأكثر، وتغلب على جسمها الألوان البنية والرمادية والصفراء في أشكال تشبه نقوش السجاد، ومن هنا جاءت تسميته الخاصة. وتنتشر هذه الثعابين في المناطق الصخرية والوديان، لكنها باتت في الأعوام الأخيرة تتسلل إلى المناطق الحضرية، وقد يحدث أحياناً أن تلوذ بالبيوت والمنشآت التجارية والصناعية والخدمية لتدخلها من خلال الشقوق والفتحات والمجاري، هرباً مِن حرارة الجو في الخارج.

وتعد هواية صيد الثعابين من الهويات القديمة في التاريخ، ومن أخطرها على الإطلاق، ولعل منشؤها يعود إلى ولع الشباب بإظهار ما يتمتعون به من شجاعة وقوة وإلى رغبتهم الجامحة في لفت الأنظار ونيل الشهرة بين أقرانهم وفي وسطهم الاجتماعي.. لكن هذه الهواية خالطتها في السنوات الأخيرة بعضُ الأفكار البيئية الخاصة بالحفاظ على التنوع الحيوي للطبيعة وحفظ أنواع حيوانية مهددة بالانقراض، ومنها الثعابين المعرضة دائماً للقتل على أيدي البشر، لاسيما وقد أصبحت تهجر مضواطنَها الأصلية فتداهم بيوت الناس وتصول فيها وتجول!

(الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)