رغم زحمة السير في برنامج «القمة العالمية للحكومات، » غزة «لم تضيع في الطريق»، بل كانت على رأس المحادثات التي أجراها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وفخامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لبحث العلاقات الثنائية والعمل من أجل تحقيق أهداف الشراكة الاقتصادية الشاملة بينهما، وذلك على هامش «القمة العالمية للحكومات 2024».

هذه المحادثات تضمنت تطورات الأوضاع في غزة، وخلالها تم التأكيد على أولوية التحرك الدولي لوقف إطلاق النار وتوفير الحماية الكاملة للمدنيين، إلى جانب ضمان وصول المساعدات وعدم تعريضهم لمزيد من الدمار أو التهجير القسري، إضافةً إلى منع اتساع الصراع في الشرق الأوسط.هذا وقد ثمّن أردوغان في جلسته دعم الإمارات لتركيا خلال كارثة الزلزال وأكد على العمل لتحقيق الرؤية القائمة على السلام والعدل وبأن العالم أكبر من 5 دول. أما بالنسبة لغزة قال بأنه: لا يمكن لإسرائيل الاستقرار والسلام ما لم تقبل «حلّ الدولتين»، وعلينا وقف المجازر في غزة، وقد لعبت تركيا دور وساطة مهمة جداً لوقف حرب أوكرانيا.

و لنا صوت دائم في الأمم المتحدة، تصدح به معالي السفيرة لانا نسيبة، مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية والمندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة حيث قالت: (يجب أن يكون هناك تقدم لا رجعة فيه نحو «حل الدولتين» بشأن فلسطين، ولا يمكننا الاستمرار في معالجة الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي سطحيّاً، ويجب إنهاءه جذريّاً عن طريق «حل الدولتين»، والإمارات حريصة كل الحرص على تقديم المساعدات للمتضررين من الحرب على أرض الواقع.

وكان لمعالي الأمين العام لجامعة الدول العربية مساهمة فعالة في هذا الصدد، حيث عبر عن (استيائه من خطأ الغرب في قراءته للحرب في غزة وتعاطفه المبالغ مع الاحتلال بما شجع إسرائيل على اقتراف كل تلك الجرائم، قبل أن يتراجع الغرب عن حكمه المتسرع، ويسعى لإعادة إحياء حل الدولتين)، مشدداً على أن ما حدث ينذر بمواجهة لألف سنة قادمة، ويهدد بتعطيل اتفاقات السلام مع دول عربية.كما نبّه أبوالغيط إلى أن «استمرار الاستيطان لن يقتل حل الدولتين كما يظن المتطرفون، وأن السلام مع إسرائيل، يقتضي هدم المستوطنات التي أقيمت».

أما رئيس رواندا، البلد الذي عانا من الإبادة الجماعية في تسعينيات من القرن الماضي، والتي ذهب ضحيتها أكثر من مليون شخص ضحية المجازر ضد «التوتسي»، فقد نفى أن تكون بلاده قد وافقت على استقبال المهجرين من غزة، بل طالب أهل غزة بالدفاع عن أنفسهم، لأن العالم قد تخلى عنهم لأسباب معروفة، فكما نقول ما حك جلدك مثل ظفرة.

و عندما طال هذا الصراع وامتد إلى البحر الأحمر، أشارت كريستالينا غورغييفا، مديرة صندوق النقد الدولي، خلال كلمة ألقتها بالقمة العالمية للحكومات إلى أن: «تأثير الصراع في الشرق الأوسط على المستوى العالمي يتجلى في ارتفاع تكاليف الشحن وانخفاض حجم المرور عبر البحر الأحمر، وكذلك يؤثر على السياحة في الدول المجاورة، وصندوق النقد يراقب التأثيرات المالية عن كثب».

و قد لخص معالي محمد القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء تلك الصراعات والحروب في رقم مقتضب، 17 تريليون دولار تكلفة النزاعات والحروب في العالم خلال عام واحد فقط. ألا يكفي ذلك لإقناع العالم الذي يستشرف المستقبل لاستخدام هذا المبلغ في البناء بدل حرقه في الحروب العبثية وغزة شاهد عيان على ذلك؟!

*كاتب إماراتي