دخلت اليمن مع انقلاب الحوثيين وتمددهم إلى المحافظات الجنوبية مرحلة مظلمة، وكانت الأوضاع حينها مهيأةً للمزيد من الفوضى مع توفر الظروف المساعدة لانتعاش خلايا التطرف والإرهاب، فشاركت الإمارات ضمن التحالف العربي الذي طلبته الحكومة اليمنية الشرعية، وكجزء من التزامها دعمت الإمارات اليمن بكل السبل، ومن الجهود التي أسهمت بها ما أغضب تنظيم «الإخوان» الذي يمثل الحاضنة الأولى للإرهاب.

كان تنظيم «الإخوان» الإرهابي الخاسر الأكبر من تحرك الإمارات، لأنه كان يستعد للالتحام مع خلايا التطرف التي لا يختلف عنها، ويتبادل معها أحلام السيطرة على المجتمعات عندما يجد الفرصة المناسبة. ولذا ظل «الإخوان» يشعرون بخيبة الأمل بسبب وقوف الإمارات ضد الفوضى، وضد تفشي التطرف، وأصبحوا يبحثون عن وسائل لتلفيق التهم، ونشر الأكاذيب، وممارسة التطاول بمزاعم لا تخلو في باطنها من دفاع عن المتطرفين الذين يفشلون في كل مكان تصل إليه الإمارات.

آخر الأكاذيب الإخوانية وردت في فيلم وثائقي مليء بالتلفيقات، تضمن حملةَ تشويه وتضليل ضد الإمارات، وحاول الإساءة لجهودها في تجنيب اليمن ويلات انتشار خلايا الإرهاب التي تستغل الفراغ الأمني، وهي خلايا لها سوابق عديدة في البيئة نفسها التي استطاعت الإمارات حمايتَها من تمدد الحوثيين، وإعادتها إلى الحكومة الشرعية اليمنية، وساعدت على عدم وقوعها تحت قبضة «القاعدة» و«داعش»، حيث نفذت بالتنسيق مع الحكومة اليمنية الشرعية والمجتمع الدولي ضرباتٍ استباقيةً يتوجّع لها التنظيم الإخواني، نتيجة لوجود ذلك الحبل السري الذي يربط التنظيمَ بكافة المجموعات الإرهابية التي خرجت من معطفه.

الفيلم المغرض حاول أن يضع جهودَ الإمارات لمكافحة الإرهاب في اليمن في سياق درامي متخيل وغير واقعي، لكنه كشف من جديد عن تعاطف «الإخوان» مع الإرهابيين الآخرين، وجاء بث الفيلم بعد ما يقرب من أسبوعين فقط على إعلان النائب العام في الإمارات إحالة 84 متهماً من أعضاء تنظيم «الإخوان» الإرهابي إلى محكمة أمن الدولة، لمحاكمتهم عن جريمة إنشاء تنظيم سري آخر بغرض ارتكاب أعمال عنف وإرهاب على أراضي الدولة. وذلك يدل على أن التنظيم الإرهابي، وذيوله، لا ينسى للإمارات موقفها الصارم وغير المهادن للإرهاب بكافة تنظيماته وأشكاله، سواء على أراضيها أو من خلال التعاون مع المجتمع الدولي والبلدان التي يهددها الإرهاب، للوقوف إلى جانب مجتمعاتها، وللعمل على تجنيبها ويلات الإرهاب والفوضى.

وعندما ساعدت الإمارات الحكومة اليمنية الشرعية، ونجحت جهودُها في حرمان الخلايا الإرهابية من السيطرة على المحافظات المحررة، ارتفع عويل تنظيم «الإخوان» الإرهابي، وحاول أن يواجه الحقائق على الأرض بأكاذيب ومزاعم لم يتمكن من إثباتها، رغم محاولة كوادره الإعلامية الاستعانة بمرتزقة أجانب وبغيرهم من المتسلقين على ملف محاربة الإرهاب، ممن يبحثون عن ثغرات للمتاجرة بها، والتربح منها عبر الظهور في أفلام تلفزيونية مشبوهة التمويل، ومشبوهة أيضاً من حيث المقاصد من وراء بثها.

الحقيقة التي يتجاهلها مَن يروجون لأكاذيب التنظيم الإخواني أن الإمارات قامت بدور فاعل وإيجابي في اليمن، بناءً على تنسيق مع الحكومة اليمنية الشرعية وبطلب منها، ووفقاً للقانون الدولي، لكن المغرضين انشغلوا بنسج قصص خيالية بائسة لا تصلح حتى للسينما، وتجاهلوا ما قدمته الإمارات من مساعدات إنسانية وإنمائية للشعب اليمني شملت توزيع المواد الغذائية، وتمويل توفير خدمات المياه والصحة، وإعادة إعمار وتأهيل البنية التحتية والمرافق الخدمية والصحية والتعليمية في عدد من المحافظات.. علاوة على ما بذلته من جهد نفيس يصب في محاربة الإرهاب.

*كاتب إماراتي