أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أمس السبت، عن مجموعة تعديلات وزارية في حكومة الإمارات. وقال سموه في عدة منشورات عبر حسابه الرسمي في منصة «إكس»: «الإخوة والأخوات .. بمباركة أخي رئيس الدولة حفظه الله وبعد التشاور معه نعلن اليوم عن مجموعة تعديلات وزارية في حكومة الإمارات». ومن ضمن هذه التعيينات تعيين سلطان النيادي كوزير دولة للشباب. ويُعتبر معالي سلطان النيادي واحداً من أوائل رواد الفضاء الإماراتيين الرائدين، حيث قام بإتمام أطول مهمة فضائية عربية استمرت لمدة 6 أشهر، ملهماً الشباب العربي بتجربته التاريخية في الفضاء. وكذلك، تم تعيين الدكتورة آمنة الشامسي كوزيرة للبيئة، حيث سبق أن قامت بإنجازات كبيرة في مجال البيئة والزراعة والأمن الغذائي. هذه التعيينات تُظهر الجدية في تعزيز القيادات الشابة في المجال العلمي وتؤكد التزام الدولة بتقدم العلوم والتكنولوجيا. ونتيجة لذلك، ستكون ثمة حاجة متزايدة للصحافة العلمية ووسائل الإعلام بشكل عام لنقل هذه الإنجازات والتطورات.
الإعلام العلمي يحمل أهمية بالغة لعدة أسباب، فهو يساعد في تمكين الشعوب من فهم العالم المحيط بها، ويساهم في بناء الثقة في مجال العلوم، ويشجع على المشاركة الفعّالة في العلوم، معززاً المعرفة العلمية الشاملة. وبناءً على هذه الأهمية، يعَد الإعلام العلمي أمراً حيوياً يُسَهِّل اتخاذ القرارات العلمية ويعزِّز التقدم العلمي، مما يسهم بدور بالغ الأهمية في تشجيع المشاركة العامة في مجال البحث العلمي.
وعلى الرغم من أهمية الإعلام العلمي، إلا أنه يواجه عدة تحديات في العالم العربي. من بين هذه التحديات: عوائق اللغة، حيث يعد العثور على صحفي أو إعلامي عربي يجيد اللغتين العربية والإنجليزية بنفس المستوى أمراً نادراً، ونظراً لأن الغالبية العظمى من المحتوى العلمي متاحة باللغة الإنجليزية فقط، يكون الوصول إليها أكثر صعوبة للإعلاميين الذين لا يتحدثون غير اللغة العربية. وهناك أيضاً العوامل الثقافية والمجتمعية، حيث يفترض البعض أن العلوم معقدة للغاية أو غير ذات صلة بالحياة اليومية، مما قد يُعيق الاهتمام والاستثمار في جهود نقل المعرفة العلمية.
وتوجد أيضاً تحديات تتعلق بالتمثيل الإعلامي للعلماء العرب، حيث يُلاحظ ضعف التمثيل الإعلامي لهم في وسائل الإعلام الرئيسية، مقارنةً بالمشاهير في مجالات الفن والرياضة، مما أدى إلى التقليل من الإنجازات العلمية في المنطقة. ومن الناحية السياسية، يُعتبر عدم الاستقرار السياسي في العديد من دول المنطقة عاملاً يُلقي بظلاله على الواقع ويساهم في التقليل من أهمية الإعلام العلمي، حيث يتم التركيز بشكل أكبر على الإعلام السياسي.
هذه التحديات مجتمعةً تعيق تقدم الإعلام العلمي في العالم العربي، مما يتطلب مواصلةَ الجهود للتغلب عليها، وبالتالي يجب تعزيز ظهور الإعلاميين المتخصصين بالشؤون العلمية. يحتاج هؤلاء المحترفون إلى الخبرة في مجالي العلوم والإعلام ليكونوا روابط حيوية بين المعرفة العلمية والجمهور. مهمتهم تتضمن تبسيط المعلومات المعقدة إلى محتوى سهل الوصول إليه، مما يجذب اهتمام الجمهور، ويتطلب منهم بالتأكيد إتقان اللغتين العربية والإنجليزية للتواصل بكفاءة واحترافية.

* باحثة سعودية في الإعلام السياسي