تزامن انتخاب دولة الإمارات ضمن الدول العشر غير دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، خلال عامي 2022 و2023، مع أحداث واضطرابات إقليمية ودولية ساخنة، أبرزها حرب روسيا وأوكرانيا التي بذلت الإمارات جهوداً لوقفها، كما بذلت جهوداً مماثلة لوقف الصراعات الدائرة في مناطق من أفريقيا، وساندت استشراف الحلول التي تكفل وضع أسس للاستقرار الشامل في اليمن، كما وقفت إلى جانب قضايا السلم ووقف الحروب كافة، وقدمت أكثر من مرة مشاريع قرارات تنحاز للسلام ووقف الحروب، وتشجيع جهود الوساطة بين الأطراف في عدد من النزاعات.
وفيما يخص حرب غزة، وما نتج عنها من تداعيات إنسانية فادحة أثرت على سكانها، فقد كان للإمارات وقفتها المشرفة في مجلس الأمن، عندما تقدمت بمشروع قرار يدعو لوقف الحرب.
وإضافة إلى ذلك فقد تزامنت عضوية الإمارات في مجلس الأمن مع مجموعة من التحديات العالمية التي تراكمت مثل تحديات المناخ، والاستدامة، ومعالجة قضايا الفقر واللجوء، وآثار الكوارث الطبيعية.
وفي مختلف هذه الأزمات والملفات كان للإمارات، من خلال عضويتها في المجلس، وقفات إيجابية أكدت عبرها أنها عند مستوى استحقاق العضوية منذ انتخابها، وحصولها على 179 صوتاً من أصل 193 في الجمعية العامة، في يونيو 2021، لتشغل مقعداً في مجلس الأمن، وذلك للمرة الثانية بعد أن شغلته في الفترة بين عامي 1986 و1987. 
وكان أداء الدولة في هذا المحفل الدولي المهم إيجابياً، حيث ساهمت في اقتراح حلول للنزاعات وآليات لمواجهة مختلف التحديات العالمية التي تهدد السلم والأمن الدوليين، وفقاً لرؤيتها وقيمها ومصالحها الوطنية.
وركزت الإمارات على تبني مبادرات ومشاريع قرارات وأنشطة عكست إيمانها بأهمية الشراكة الدولية في عمليات صنع القرار وحل النزاعات، وأكدت أهمية إشراك النساء والشباب والمجتمعات المحلية، ودعمت تنفيذ القرار 1325 لمجلس الأمن بشأن المرأة والسلام والأمن، الذي يدعو إلى أهمية المشاركة المتساوية للمرأة في جميع الجهود المبذولة للحفاظ على السلام والأمن.
ومن أبرز الجوانب التي امتاز بها أداء الإمارات في مجلس الأمن نجاحها في تمثيل المجموعة العربية، وإعلاء صوتها أمام دول العالم.
وكان دور الإمارات في ملف غزة أساسياً، بعد أن تقدمت أكثر من مرة بمشاريع قرارات لوقف الحرب وإدخال المساعدات، وساهم تحركها في هذا الملف في لفت أنظار الإعلام العالمي والمجتمع الدولي نحو ما يجري في غزة، وما تسببه الحرب من كوارث يدفع ثمنَها الأبرياء.
وبشكل عام كان أداء الدولة مشرفاً على جميع الصعد، وقد بذلت جهوداً كبيرة لإقناع الدول الأعضاء بالتصويت على قرارات تنحاز للسلام ووقف الحروب، آخرها القرار الذي ينص على تسهيل وصول المساعدات لأهالي غزة، لوقف معاناتهم المستمرة في ظل الحرب.
كما أكدت الإمارات أهمية بناء الجسور بين الدول الأعضاء، وتعزيز الثقة في مجلس الأمن من خلال الحوارات والمناقشات البناءة، وتقديم الإحاطات التي توضح وجهة نظر الإمارات، والمجموعة العربية تجاه مختلف القضايا الحساسة.
ولم يقتصر دور الإمارات، خلال فترة عضويتها، على الجانب السياسي فحسب، بل تجاوز ذلك ليشمل العديد من القضايا الإنسانية والدولية الحيوية، ومن بينها المساهمة في مواجهة التحديات العالمية الملحة، مثل تغير المناخ والأزمات الصحية العالمية، وتمكين الابتكار في سبيل تحقيق السلام والاستقرار العالميين.. وهي خطوات تجسد التزام الإمارات ببناء عالم أفضل وأكثر استدامة للجميع.
وأتاحت عضوية الإمارات في مجلس الأمن العديد من الفرص أمام الدولة، فساهمت من خلالها في تعزيز مبدأ الشمولية، والعمل على تمثيل جميع الآراء والاهتمامات في القرارات التي يتخذها المجلس، ومنح أولوية لمساعدة الدول النامية على التكيف مع تغير المناخ.

*كاتب إماراتي