على ضوء تفاقم الأوضاع الأمنية، خاصة بعد الأحداث الأخيرة في المنطقة، يتعين على دول الشرق الأوسط ترتيب أولوياتها الأمنية. السؤال الذي يطرح نفسه هو ما إذا كانت التهديدات غير التقليدية، كتلك المرتبطة بالتغيرات المناخية، ستُعتبر أقل أهمية مقارنة بالتهديدات التقليدية مثل التهديدات العسكرية والسياسية.

دولة الإمارات العربية المتحدة هي إحدى دول منطقة الشرق الأوسط التي تأخذ تغير المناخ على محمل الجد. ونظراً لأن الإمارات تستضيف مؤتمر COP28 المقرر عقده خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر في دبي سيتناول قضايا التهديدات المناخية، سيكون السؤال حول ما إذا كان هذا الموضوع سيكون ثانوياً مقارنةً بالتهديدات العسكرية والسياسية والأمنية الأخرى التي تواجه المنطقة، أم أن التحدي المناخي أصبح خطراً ينبغي للعالم التعامل معه باعتباره تهديداً أمنياً مشتركاً؟

إن تدهور الأوضاع الأمنية في منطقة الشرق الأوسط لطالما أثار قلقاً مستمراً، حيث عانت بعض دول المنطقة لسنوات طويلة من التوترات والإرهاب وعدم الاستقرار السياسي. ومع تصاعد الأحداث الأخيرة، تفاقمت التحديات الأمنية التي تواجهها المنطقة. وفي هذا السياق، تظهر الحاجة الملحة لترتيب الأولويات الأمنية في المنطق، فعلى الرغم من أن التهديدات العسكرية والسياسية ستظل في صلب الاهتمام، إلا أنه لا يمكن تجاهل التحديات المتزايدة المتعلقة بالتهديدات المناخية. لكن السؤال هو ما إذا كان هذا الموضوع سيكون ثانوياً مقارنة بالتهديدات العسكرية والسياسية والأمنية الأخرى التي تواجه المنطقة؟

تغير المناخ يشكل تحدياً على النطاق العالمي يلامس الجميع، والشرق الأوسط ليس استثناءً. تواجه المنطقة بالفعل عواقب تغير المناخ، مثل نقص المياه، والتصحر، والظواهر الجوية القاسية. ولذلك، يعتبر من الضروري أن تتعامل المنطقة بفعالية مع التحديات المناخية.

يتعين علينا أن ندرك بأهمية أن التصدي لتغير المناخ ليس رفاهية، بل هو ضرورة ملحة. إن تأثير تغير المناخ يمتد على نطاق عالمي ويلمس حياة الجميع، وإهمال هذا الموضوع أصبح له عواقب جسيمة. ولذا، يتعين على المنطقة أن تواجه تحديات التهديدات المناخية بجدية مثل مواجهتها للتحديات التقليدية. فدولة الإمارات تلعب دوراً قيادياً في تعزيز التنمية المستدامة والاستثمار في الطاقة المتجددة، وقد حققت تقدماً ملحوظاً وتستطيع الاستمرار في الريادة. ومن خلال تحقيق توازن دقيق، يمكن أن تؤكد دولة الإمارات على الارتباط المتبادل بين الأمن السياسي والعسكري والاستقرار البيئي خلال مؤتمر COP28، مع التركيز البارز على الحاجة الملحة إلى نهج شامل.

بلا شك، ستظل التحديات العسكرية والسياسية في مقدمة الأولويات في المنطقة، ومع ذلك، ينبغي علينا عدم إغفال التحديات المتزايدة المتعلقة بالتغير المناخي. يُتوقع أن تتبوأ دولة الإمارات موقع الريادة في هذا السياق، خاصة مع تعزيز دورها المتوقع خلال مؤتمر COP28 مسلطةً الضوء على أهمية تحقيق توازن شامل بين التحديات التقليدية وغير التقليدية، مشددة على أن التصدي لتغير المناخ ليس مجرد رفاهية، بل هو ضرورة حيوية.

*باحثة سعودية في الإعلام السياسي