يوم «أوموجانورا» Umuganura مناسبة سنوية يتم الاحتفال بها في رواندا في أول جمعة من شهر أغسطس. يُترجم اسم «أوموجانورا» في لغة كينيارواندا إلى «مهرجان الثمار الأولى».

وحملت المناسبة  هذا العام شعار:«أوموجانورا، أساس الوحدة والمثابرة» إنه مهرجان تقليدي يحتفل ببداية موسم الحصاد، ويُعرف أيضاً باسم يوم الحصاد الوطني أو يوم عيد الشكر.

في هذه المناسبة، تقام الاحتفالات داخل رواندا في جميع القرى، وفي الخارج تنشط البعثات الدبلوماسية الرواندية لإحياء الفعالية بتقديم المنتجات الزراعية والأطباق الرواندية وبعض جوانب من ثقافة هذا البلد الأفريقي الاحتفال بـ «أوموجانورا» في رواندا يعود إلى عصر ما قبل الاستعمار كوسيلة لتعزيز الوحدة والتضامن بين جميع الروانديين وألغاها المستعمرون في عام 1925 ثم أعادتها حكومة الوحدة الوطنية عام 2011، انطلاقاً من أهمية الثقافة في الوحدة الوطنية والتنمية.
  • يوم 2 سبتمبر الجاري، وخلال الاحتفال بالمناسبة في دبي،  أشار جون ميرينجيه، سفير جمهورية رواندا لدى دولة الإمارات العربية المتحدة: «إن يوم أوموجانورا مهم للغاية، إذ أنه متأصل في تاريخ رواندا، ويجسد قيم الحب والوحدة والمشاركة والعمل الجاد والمثابرة. ويجب على كبار السن، باعتبارهم أوصياء على ثقافتنا، أن يعكسوا هذه القيم وينقلوها إلى شبابنا. كما يذكرنا هذا اليوم بالحاجة إلى العمل التعاوني لزيادة الإنتاجية وتسريع وتيرة التنمية في رواندا».
  •  
  • ميرينجيه أكد: «إن الاحتفال بيوم أوموجانورا يمنحنا فرصة التفكير في أهمية التضامن والمثابرة في لحظات الشدائد مثل جائحة كوفيد-19 والفيضانات الأخيرة التي أثرت على بعض الأجزاء من بلادنا. ولا ينبغي للروانديين، في كل مكان، خاصة هنا في دولة الإمارات العربية المتحدة، أن يكونوا أسرى هذه التحديات، يجب أن ننتصر بفضل الوحدة والعمل الجاد».
  • ورغم التحديات العالمية خاصة بعد كوفيد-19 وتداعيات التغير المناخي، نما اقتصاد رواندا بنسبة 9.2% في الربع الأول من عام 2023، بعد نمو بنسبة 8.2% في عام 2022. وخلال الاحتفال بـ «أوموجانورا»، يتم تسليط الضوء على الإنجازات التي تحققت في مجال الصحة والتعليم والتكنولوجيا والرياضة والترفيه والتجارة والتعدين والبنية التحتية والصناعات الثقافية والسياحة، وما إلى ذلك. ولا يزال هذا الاحتفال يهدف إلى تقديم الشكر لإنجازات رواندا ولكنه يستخدم أيضاً كمنصة لوضع استراتيجيات لتحقيق المزيد من الإنجازات.
  •  
  • «أوموجانورا» Umuganura فكرة ظهرت عند تأسيس رواندا كدولة على يد الملك «جيهانجا»، المؤسس الأسطوري للأمة الرواندية في القرن الحادي عشر الميلادي، لتذكير الروانديين بوحدتهم كشعب، والتأكيد علي أهمية الحفاظ على تلك الوحدة. يعود تاريخ أوموجانورا إلى أكثر من 1000 عام، ويعتقد أنه نشأ في «مملكة رواندا» التي كانت موجودة في الفترة من القرن العاشر إلى القرن العشرين الميلادي، كان أوموجانورا آنذاك حدثاً مهماً للغاية، ومناسبة يقدم خلالها الملك الشكر للأسلاف على الحصاد الجيد، وفرصة للشعب للاحتفال بما تم إنجازه في قطاع الزراعة.

الاحتفال ببداية الحصاد السنوي،«أوموجانورا» بات منصة لتقييم هذا الحصاد وإيجاد طرق لزيادته في العام المقبل، بما يضمن استدامة الانتاج الزراعي، وتعزيز النمو الاقتصادي.غالباً ما تتم مقارنة أوموجانورا بـ«عيد الشكر» في الولايات المتحدة الأميركية، لكن تقديم الشكر والاحتفال بالحصاد في رواندا ليسا سوى جانب بسيط من قيم كبرى ورسائل تمتنز بها هذه المناسبة، فهي تتجاوز دلالاتها المباشرة، خاصة ما يتعلق بزيادة الوعي بأهمية الزراعة لاقتصاد رواندا، لتصبح احتفالية بالتراث الرواندي ومضامينه الثقافية، وفرصة لتقديم الفلكلور والموسيقى والمنتجات الزراعية وصنوف الطعام التي يتميز به هذا البلد الأفريقي. وفي هذه المناسبة، تلتقي العائلات والمجتمعات معاً لتقديم الشكر للحصاد والدعاء من أجل عام مزدهر قادم. 

  •  
  • وخلال احتفالات هذا العام، تم توزيع الأبقار على المواطنين المتضررين من الفيضانات والانهيارات الأرضية التي شهدتها البلاد في الشهور الأخيرة.وتعد هذه المناسبة فرصة للروانديين للتفكير في القيم الإيجابية للثقافة الرواندية التي تشكل حجر الزاوية لتعزيز الوحدة والمصالحة بين الروانديين، وتشكل هذه المناسبة فرصة للاستدامة الثقافية ونقل الموروث إلى الأجيال الصاعدة من أجل الحفاظ على الثقافة الرواندية بتثقيف جيل الشباب وتوعيتهم بمضامين تراث بلادهم الثقافي.
  •  
  • من أجل تعزيز الثقافة الرواندية المتمثلة في تقدير الإنجازات وعائدات المحاصيل من أراضي البلاد والاحتفال بها، قامت حكومة رواندا من خلال أكاديمية رواندا للغة والثقافة، بالتعاون مع مختلف الشركاء، بتنظيم مهرجانات فنية وثقافية خلال الأسبوع الذي يلي يوم الحصاد الوطني.
  •  وتشير «اليونيسكو» إلى أنه اعتباراً من عام 2016، يرافق الاحتفال «أوموجانورا» أسبوع الاحتفال الفني المسمى «مهرجان الفن والثقافة». إنه مزيج من المظاهر الثقافية والاحتفال بالحصاد الوطني. يساعد احتفال Umuganura في أسبوع مهرجان الفنون والثقافة الفنانين المحليين في الحصول على منصة وطنية واسعة للأداء وتحقيق بعض المكاسب . وهذا يساعد أيضاً جميع الأطراف المعنية على الاحتفاء بالمنتجات الثقافية المحلية وقطاع الفنون الإبداعية والترويج لها.