طه حسيب (أبوظبي)
بحضور سلطان محمد سعيد الشامسي مساعد وزير الخارجية لشؤون التنمية والمنظمات الدولية في وزارة الخارجية، أقامت أنس موتوني القائمة بأعمال سفارة جمهورية رواندا لدى الدولة حفل استقبال بمناسبة اليوم الوطني لبلادها، أوبالذكرى الـ 29 لتحرير رواندا،(Kwibohora29). كما حضر الحفل - الذي أُقيم في فندق جراند حياة في أبوظبي- عدد من أعضاء السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي المعتمدين لدى الدولة وأبناء الجالية الرواندية المقيمة في الدولة. 
وخلال الاحتفال الذي حمل شعار «معاً نزدهر»، وعبر كلمة بهذه المناسبة أشادت القائمة بالأعمال في سفارة رواندا بتطور العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات وبلادها، مؤكدة أن العلاقات بين البلدين في تقدم مستمر، مشيرة إلى وجود العديد من الفرص والإمكانات لتطويرها وتعزيزها ودفعها إلى الأمام، لما فيه مصلحة البلدين الصديقين.

وأكدت «أنس موتوني» إن الروانديين يعلقون آمالهم على الوحدة والمساءلة والتفكير الكبير لتحويل البلاد من ركام إلى دولة مزدهرة في حقبة ما بعد التحرير الجديدة.
في يوم 4 يوليو 1994، قام الجيش الوطني الرواندي بقيادة بول كاغامي بتأمين العاصمة كيغالي، في انتصار تاريخي يتم الاحتفال به كل عام باسم «تحرير رواندا» - المعروف باسم Kwibohora، وهو اليوم الذي انتهت فيه قبل 29 عاماً الإبادة الجماعية ضد التوتسي. وأشارت «موتوني» إلى أن تحرير رواندا أنقذ الأرواح وكان مصدر إلهام لولادة البلاد من جديد، وقالت: «إن تحرير رواندا لم يضع حدا للإبادة الجماعية ضد التوتسي فحسب، وأنقذ الملايين الذين كانوا في طريقهم إلى الإبادة، ولكنه أدى أيضاً إلى ولادة رواندا من جديد، وضمان الأمن، واستعادة الكرامة للشعب الرواندي، مؤكدة أنه في حقبة ما بعد التحرير الجديدة، أسس الروانديون آمالهم على الوحدة والمساءلة والتفكير الكبير. ومع وجود هذه الخيارات الجريئة، وبدعم من القيادة الحكيمة والحلول المحلية والشراكات الاستراتيجية، تحولت رواندا إلى دولة مزدهرة يسهل فيها القيام بأعمال تجارية، دولة آمنة ومنفتحة».

وأضافت «مروتوني»، خلال كلمتها، أن رواندا لا تزال بطلة على الصعيدين الأفريقي والعالمي في المساواة بين الجنسين والاقتصاد الأخضر والسياحة البيئية والتحول الرقمي والشفافية والأمن، وناشدت الروانديين حماية مكاسب التحرير ومضاعفتها ودعت الشركاء إلى مواصلة كونهم جزءاً من قصة التحول في رواندا. ونوّهت «موتوني» خلال الاحتفال بالذكرى التاسعة والعشرين لتحرير بلادها إلى «أن تحقيق رؤية 2050 التي تطمح رواندا من خلالها إلى أن تصبح بلداً من الشريحة العليا من البلدان المتوسطة الدخل بحلول عام 2035، وبلدا مرتفع الدخل بحلول عام 2050، يتطلب عملاً شاقاً من جانب جميع الروانديين والشركاء الملتزمين»، وقالت:  «يحدوني الأمل في أن نتمكن من الاعتماد على تعاونكم وصداقتكم التي لا تقدر بثمن بينما نحافظ على زخم التنمية هذا - المليء بفرص الشراكة ذات المنفعة المتبادلة».

وحول الشراكة بين رواندا ودولة الإمارات العربية المتحدة، أشارت القائمة بأعمال رواندا إلى أنه خلال أوقات مختلفة من رحلة إعادة إعمار رواندا، «كانت دولة الإمارات العربية المتحدة شريكاً، وتتطلع رواندا إلى العمل مع الإمارات لتنمية التعاون الثنائي من أجل مصلحة شعبينا». كما تضمن الاحتفال بيوم التحرير في دولة الإمارات العربية المتحدة رقصة ثقافية رواندية مبهجة وفقرات من التراث الشعبي قدمتها فرقة «إنغانجي مو نغانزو» الثقافية.
رواندا الواقعة في شرق أفريقيا بلد غير ساحلي، يتمتع بطبيعة جبلية وخصبة ويبلغ عدد سكانه أكثر من 13 مليون نسمة (وفق تقديرات عام 2022)، ويقع على حدود جمهورية الكونغو الديمقراطية وتحده تنزانيا وأوغندا وبوروندي. وحسب تقارير البنك الدولي، رافق النمو الاقتصادي القوي في رواندا تحسينات كبيرة في مستويات المعيشة.

ونجحت رواندا في تحقيق جميع الأهداف الإنمائية للألفية في مجال الصحة، حيث ​​انخفضت في رواندا وفيات الأطفال دون سن الخامسة انخفاضاً حاداً بين عامي 2000 و2020 وانخفضت أيضاً نسبة وفيات الأمهات. وقد ساهم التركيز القوي على السياسات والمبادرات المحلية في حدوث تحسن كبير في الوصول إلى الخدمات ومؤشرات التنمية البشرية.
أثبت اقتصاد رواندا مرونته على الرغم من البيئة الاقتصادية الصعبة في عام 2022، وشهد انتعاشاً قوياً في عام 2021 محققاً تعافياً من الانكماش الناجم عن COVID-19 خلال عام 2020. وواجه الاقتصاد تحديات متعددة خلال العام الماضي، خاصة جراء التغير المناخي وتداعيات الحرب الأوكرانية والضغوط التضخمية، وحسب بيانات البنك الدولي، فإنه رغم هذه التحديات، نما الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في رواندا خلال عام 2022 بنسبة 8.2%. وتشير أحدث تقاير البنك إلى أن اقتصاد رواندا قد نما بنسبة 9.2% خلال الربع الأول من عام 2023.