الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

شبح «البرلمان المعلق» يُخيف «العمال»

البرلمان البريطاني (أرشيفية)
17 ابريل 2024 02:59

دينا محمود (لندن)

على الرغم من طوفان استطلاعات الرأي التي تشهدها بريطانيا حالياً والتي ترجح تحقيق حزب «العمال» انتصاراً ساحقاً في الانتخابات العامة المتوقعة أواخر العام الجاري، تحذر دوائر سياسية وتحليلية في لندن، من أن الحزب الذي يقبع في مقاعد المعارضة منذ 14 عاماً، يواجه خطر فقدان دعم ناخبيه التقليديين في عدد من الدوائر المحورية، على خلفية موقفه الراهن من بعض القضايا الداخلية والخارجية.
وعلى رأس هذه الملفات، الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ أكثر من نصف عام، وقضية «التغير المناخي» والسبل الكفيلة بالتعامل معها، وذلك على ضوء ما يعتبره محللون وخبراء، ميلاً من جانب الزعيم العمالي كير ستارمر، إلى أن يتبنى حيال هذين الملفين، مواقف أقرب إلى يمين الوسط من يساره.
ومن شأن هذه المواقف، كما يقول المحللون، إثارة غضب جانب من القاعدة التقليدية المؤيدة للمعارضة العمالية، خاصة من الناخبين الشبان وأبناء الأقليات وذوي التوجهات الأقرب إلى يسار الوسط، ممن يشعرون بالتهميش، منذ أن مضى ستارمر قبل سنوات قليلة، على طريق اتخاذ قرارات ذات صبغة يمينية، إزاء ملفات مثل الاقتصاد والهجرة والبيئة.
وأشار المحللون إلى أن مشاعر الغضب تصاعدت في أوساط الناخبين، في ظل ما يرونه من اتخاذ حزب العمال موقفاً أقل صرامة مما يرغبون فيه حيال الحرب في غزة، وكذلك بعد إعلان قيادته في فبراير الماضي، تقليص التمويل المخصص لخطة «الرخاء الأخضر»، ذات الصلة بالاستثمار في الوظائف والصناعات الصديقة للبيئة، من 28 مليار جنيه استرليني سنوياً، إلى أقل من 15 مليار جنيه استرليني.
ورغم أن استطلاعات الرأي، لا تزال تشير إلى تقدم «العمال» بنحو 20 نقطة على غريمه «المحافظين»، بما يجعله في سبيله للفوز بأغلبية برلمانية، قد يزيد حجمها على 150 مقعداً، فإن بيانات نشرتها صحيفة «الجارديان» البريطانية، أفادت بأن نحو 23 ألفاً من أعضاء الحزب، استقالوا منذ مطلع العام الجاري، ليتراجع عدد أعضائه من قرابة 390 ألفاً، إلى 366 ألفاً و600 تقريباً في الشهر الماضي.
كما أظهرت دراسة مسحية أجرتها مؤسسة «يوجوف» البريطانية لأبحاث السوق وتحليل البيانات الأسبوع الماضي، أن «العمال» خسر عدداً من مؤيديه، في أكثر من خمسين دائرة منذ الانتخابات العامة الأخيرة، التي أُجريت عام 2019، وهي نتائج وصفها الخبراء بـ«غير المتوقعة»، على ضوء أن استطلاعات الرأي، تفيد بتزايد دعم الحزب بوجه عام، على مدار السنوات الخمس الماضية بواقع 12%.
وتخشى القيادات العمالية، من أن يؤدي تقلص التأييد الكبير، الذي يحظى به حزبهم في الوقت الحاضر، إلى أن تتآكل الآمال في تحقيقه فوزاً ساحقاً في الانتخابات المتوقعة في أكتوبر، وأن يسفر الاقتراع عن «برلمان معلق»، لا يحظى فيه أيٌ من الحزبيْن الكبيريْن بأغلبية واضحة.
لكن آخرين يرون أن فقدان تأييد بعض الشرائح الشبابية وذات التوجهات اليسارية، لن يهدد «العمال» في الانتخابات المقبلة، التي تبدو محسومة بالنسبة للحزب، وإنما سيشكل تحدياً له في ما سيلي ذلك من منافسات انتخابية، وقد يقلل من الدعم الذي ستلقاه أي حكومة يشكلها، إذا ما فاز باقتراع أكتوبر المنتظر.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©