الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الإمارات تنظم 3 أحداث مميزة في مجلس الأمن الشهر الجاري

الإمارات تنظم 3 أحداث مميزة في مجلس الأمن الشهر الجاري
2 يونيو 2023 01:22

أحمد مراد (عواصم)

تولت دولة الإمارات، أمس، وعلى مدار شهر يونيو الجاري، الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة في نيويورك. وترأست معالي السفيرة لانا زكي نسيبة مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، أمس، أولى جلسات المجلس لهذا الشهر، والتي استعرض خلالها الأعضاء خطة عمل المجلس المقترحة خلال الشهر الجاري، ليتم بعد ذلك اعتمادها بالتوافق. وفي أعقاب هذه الجلسة، عقدت معاليها، برفقة سعادة السفير محمد أبوشهاب نائب المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، والسيدة غسق شاهين المنسقة السياسية لبعثة الدولة لدى الأمم المتحدة، مؤتمراً صحفياً حول برنامج عمل المجلس المعتمد من قبل أعضائه. وأطلعت معالي نسيبة ممثلي شبكات الإعلام الدولية المعتمدين في المنظمة الدولية، على تفاصيل برنامج عمل المجلس، وأولويات دولة الإمارات خلال رئاستها له، وأيضاً على المناقشات العامة رفيعة المستوى المتميزة التي سيعقدها خلال الشهر الجاري، بدعوة من وفد دولة الإمارات، إلى جانب الملفات السياسية الرئيسية الأخرى المدرجة على جدول أعمال المجلس لهذا الشهر.  وتبادر دولة الإمارات خلال رئاستها للمجلس لهذا الشهر، بالدعوة لمناقشة ثلاثة موضوعات رئيسية في إطار الأمن والسلم الدوليين، وذلك ضمن جلسات مناقشات عامة رسمية مفتوحة، ستعقد أولاها بتاريخ 8 يونيو الجاري، برئاسة معالي خليفة شاهين المرر وزير دولة، ويتحدث فيها كل من معالي أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، وروزماري أ. ديكارلو، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام.وستبحث الجلسة مسألة التعاون بين الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، بما في ذلك، تقييم التقدم المحرز في هذا المجال، وسبل توسيع التعاون وإضفاء الطابع المؤسسي عليه في المجالات ذات الاهتمام المشترك.وستعقد الجلسة الثانية بتاريخ 13 يونيو الجاري، وتتناول «آثار تغير المناخ على السلام والأمن الدوليين»، في إطار بند جدول أعمال المجلس تحت عنوان: «الأخطار التي تهدد السلام والأمن الدوليين»، ويشارك فيها كل من، جان - بيير لاكرواوكيل الأمين العام لعمليات السلام، وخوان مانويل سانتوس الرئيس السابق لكولومبيا، الحائز على جائزة نوبل للسلام وعضو المجموعة الدولية العليا «مجموعة الحكماء»، وممثل عن المجتمع المدني.أما الجلسة الثالثة فستعقد بتاريخ 14 يونيو الجاري، وتتناول موضوع «قيم الأخوة البشرية في تعزيز السلام واستدامته»، وذلك في إطار بند جدول أعمال المجلس تحت عنوان «صون السلام والأمن الدوليين»، وسيشارك فيها كل من أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، إلى جانب ممثل سامي عن الفاتيكان. وستتركز مناقشات الجلسة الثالثة على التوعية بالدور المحوري الذي يمكن أن تؤديه قيم الأخوة الإنسانية في تعزيز السلام واستدامته ومنع التعصب والتطرف، وهو ما يستند إلى وثيقة «الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش معًا»، التي وقعها البابا فرنسيس والدكتور أحمد الطيب في فبراير عام 2019، وأيضاً قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة «75/200 (2020)» الذي أقر بأن «التسامح والتقاليد والتعددية والاحترام المتبادل وتنوع الأديان والمعتقدات» تعزز الأخوة الإنسانية.وقالت البعثة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة: في تغريدة نشرتها على حسابها الرسمي بموقع تويتر: «تنظم دولة الإمارات في مجلس الأمن ثلاث أحداث مميزة خلال الشهر الجاري: إحاطة حول التعاون بين الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، ومناقشة مفتوحة حول التغير المناخي والسلام والأمن وإحاطة حول قيم الأخوة الإنسانية لتعزيز السلام واستدامته». وثمن دبلوماسيون وخبراء في العلاقات الدولية ترؤس دولة الإمارات العربية المتحدة مجلس الأمن الدولي خلال شهر يونيو الجاري، باعتباره أهم منظمة دولية في العالم، بما يعزز من دورها المحوري على المستويين الإقليمي والدولي.وأشاد الخبراء في تصريحات لـ «الاتحاد» بالدور المهم والمؤثر الذي لعبته الإمارات على مدى الـ 17 شهراً الماضية عبر عضويتها النشطة في المجلس، وتواصل نجاحاتها خلال فترة رئاستها للمنظمة الدولية، ودورها عربياً وإقليمياً ودولياً، لا سيما مع تنامي جهودها الدبلوماسية ومساعيها لإحلال السلام في مختلف مناطق العالم. وكانت دولة الإمارات العربية المتحدة فازت بمقعد عضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي لمدة عامين، بدأت من يناير 2022، وتستمر حتى نهاية ديسمبر 2023، حيث حصلت على 179 صوتاً من الجمعية العامة للأمم المتحدة، الأمر الذي عكس المكانة الإقليمية والدولية المرموقة التي تحظى بها الدولة في المجتمع الدولي، وسبق أن شغلت هذا المقعد للمرة الأولى في العامين 1986 و1987.
دور مؤثر
وقال سفير فلسطين لدى القاهرة، مندوبها الدائم في جامعة الدول العربية سابقاً بركات الفرا، إن الإمارات تواصل نجاحاتها وإنجازاتها على الساحتين الإقليمية والدولية خلال فترة رئاستها لمجلس الأمن الدولي بالتزامن مع خططها ومبادراتها الساعية لإحلال السلام، ووضع حلول جذرية لمختلف القضايا التي تتصدر الأجندة الدولية.
وأوضح الفرا في تصريح لـ «الاتحاد» أن الإمارات لعبت على مدى الأشهر الماضية دوراً مؤثراً عبر عضويتها في المجلس، وكانت تلك الفترة حافلة بالأحداث إقليمياً ودولياً، وأدارتها باقتدار، ما عزز من حضورها الدولي.
وقال الدبلوماسي الفلسطيني، إن الإمارات حرصت على توظيف عضويتها في مجلس الأمن الدولي من أجل تعزيز ركائز ودعائم السلام في منطقة الشرق الأوسط والعالم، ودعم جهود مكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى مساندة الجهود الدولية الداعمة لمختلف القضايا مثل التنمية والابتكار ومواجهة التغير المناخي، وقد نجحت في وضع هذه القضايا وغيرها في مقدمة أولويات ومناقشات مجلس الأمن الدولي.
دعم القضايا العربية
من جانبه، أشاد مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير السيد شلبي بالدور المهم الذي لعبته الإمارات في دعم القضايا العربية داخل أروقة ولجان مجلس الأمن، قائلاً: «بالطبع ستواصل جهودها في هذا الجانب خلال رئاستها للمنظمة الدولية خلال يونيو».
وأوضح شلبي في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الإمارات كانت خير سفيراً للأمة العربية في المنظمة الدولية، ودافعت عن حقوق الشعوب باقتدار، وهو ما ظهر في العديد من الرسائل والمواقف التي اتخذتها لمساندة القضايا العربية في المجلس. وفي أكثر من مناسبة داخل مجلس الأمن، أكدت دولة الإمارات دعمها لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني والعالم العربي والإسلامي في إقامة دولة فلسطينية، انطلاقاً من رؤيتها حول إمكانية نجاح لغة الحوار في تحقيق ما لم تحققه عقود الجفاء والمقاطعة، وتعهدت بأن تواصل العمل مع شركائها الإقليميين والدوليين لتحقيق مستقبل أفضل للأجيال القادمة التي تستحق العيش بأمان وكرامة في منطقة مستقرة ومزدهرة.
إحلال السلام
أما الخبير الأردني في شؤون العلاقات الدولية، الدكتور إياد المجالي، فأوضح لـ«الاتحاد» أن دور الإمارات في مجلس الأمن الدولي مقدر على الصُعُد كافة، لا سيما مع تنامي جهود الدولة الدبلوماسية ومساعيها لإحلال السلام في مختلف مناطق العالم، ودورها المحوري والمهم دولياً. وقال المجالي إن الجانب السياسي من خطاب الإمارات ارتبط بشكل وثيق بمساعٍ أظهرت من خلالها خطط وتوجهات استراتيجية تعمل من خلالها على نزع فتيل الصراع ووقف التوتر في البؤر الساخنة في العالم على المحاور كافة، وهو ما ظهر جلياً خلال رئاسة الإمارات لمجلس الأمن الدولي خلال مارس من العام الماضي.
وفي جدول الأعمال المزدحم لرئاسة الإمارات مجلس الأمن الدولي، تصدرته الأزمة الأوكرانية، وأكدت الدولة أنها لن تنسى - وهي تترأس المجلس - ملايين الأشخاص حول العالم وما يواجهونه من أوضاع في أفريقيا والشرق الأوسط وسوريا وليبيا والعراق وأفغانستان.
وخلال تلك الفترة، عقدت الإمارات 3 فعاليات ترتبط بأولوياتها في المجلس، الأولى حول المرأة والسلام والأمن والشراكة، وتناولت الإدماج الاقتصادي للمرأة، والثانية حول الأمن والتمويل المناخي لصون السلم والأمن الدوليين، والثالثة حول تعاون مجلس الأمن وجامعة الدول العربية بهدف الدفع قدماً نحو الاستقرار الإقليمي عبر تعزيز التعاون حول العديد من التحديات التي تواجه المنطقة العربية، وجاءت الفعاليات الثلاث وفاءً بالتعهدات التي أعلنتها الإمارات مع بدء رئاستها لمجلس الأمن حول أولوياتها. وبجانب هذه الفعاليات، ترأست الإمارات اجتماعات مجلس الأمن التي ناقشت الأوضاع في ليبيا، والصومال، واليمن، وسوريا، وأفغانستان، والسودان، والكونغو الديمقراطية.
وعملت الإمارات خلال رئاستها مجلس الأمن الدولي على خفض التصعيد والتوتر، واللجوء إلى الحوار والمفاوضات، وإعطاء الأولوية لحماية المدنيين، واحترام جميع الأطراف للقانون الإنساني الدولي، وعُقدت جلسات عدة، دعت خلالها الإمارات المجتمع الدولي لبذل قصارى الجهود لتخفيف تداعيات الأزمة الإنسانية في أوكرانيا، عبر السماح بوصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين دون تقييد ذلك بأي اتفاقات لوقف إطلاق النار.
بناء الجسور
أشار الخبير الأردني في شؤون العلاقات الدولية إلى أن الإمارات تستثمر البدائل السياسية كافة التي وظفتها في تحقيق دور فاعل وحيوي في مجلس الأمن من خلال التعاون المشترك مع الأطراف كافة لوقف العنف والصراع وفق نهج بناء الجسور الدبلوماسية بينها لتحقيق حلول فاعلة ومؤثرة.
ومع مطلع العام 2023، أعلنت الإمارات أنها سترأس لجنة مكافحة الإرهاب في مجلس الأمن الدولي خلال العام الحالي، وسوف تعمل خلال فترة رئاستها على عدد من الأولويات، مثل مواجهة خطاب الإرهاب والتوظيف الإرهابي للتقنيات المتطورة.  وتسعى لجنة مكافحة الإرهاب التابعة لمجلس الأمن انطلاقاً من قراري مجلس الأمن 1373 و1624 إلى تعزيز قدرة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على منع وقوع أعمال إرهابية، سواء داخل أو خارج حدود تلك الدول.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©