الأحد 19 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

الأسرة.. بيئة خصبة ومستدامة لقيم التسامح

الأسرة.. بيئة خصبة ومستدامة لقيم التسامح
7 مايو 2024 01:40

خولة علي (دبي) 
تلعب الأسرة دوراً حاسماً في تعزيز ثقافة التسامح، من خلال توفير بيئة تشجع على احترام وقبول الآخرين بمختلف خلفياتهم وآرائهم، حيث تسهم القيم الإيجابية من جانب الوالدين في بناء جيل يتسم بالفهم والاحترام المتبادل في بناء مجتمع يعيش في توازن وتناغم، لذا فإن هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الأسرة في تعزيز ثقافة التسامح وبناء أساس قوي للتعايش السلمي في المجتمع. 

حجر أساس 
أشارت الدكتورة منيرة الرحماني إلى أن الأسرة هي حجر أساس لبناء ثقافة التسامح، وغرس القيم الإنسانية وتعلم احترام الآخر، ومهما تعددت ثقافاتهم وأديانهم فإن التسامح يحث على التعايش بشكل متكافئ بين كافة الأفراد في المجتمع. 
وتلفت قائلة «من منطلق نشر قيم التسامح والسلام النفسي، تعلمنا في دولة الإمارات بأن نتعاطف مع العالم في كل الظروف الإنسانية الطارئة، كما أن ديننا الإسلامي يحثنا على نشر السلام والمحبة وتعزيز العلاقات مع الآخرين وبناء خبرات متبادلة من خلال التواصل الفعّال والمثمر، وتقوية أواصر الثقة التي تبني المجتمع والوطن، كما أن قيمة التسامح ترفع من جودة حياة الإنسان والتي أصبحت من أهم محاور عصرنا الحالي».
جلسات تأمل
وتضيف الرحماني، قائلة «عند تعليم الأبناء أهمية التسامح فإنه يتوجب علينا أولا تطبيقها في حياتنا اليومية، وأول خطوة في هذا المجال هو تقبل آراء الآخرين واحترامهم، ولا ننتقص من قيمة أي شخص يخالفنا في الرأي، ومن ثم نصل لمرحلة تقبل معتقدات وممارسات الآخرين مهما اختلفنا معهم، كما أن جلسات التأمل تساعد على التخلص من المشاعر السلبية والهموم والأحقاد، تساهم في تحقيق التسامح والترابط بين الأشخاص، مؤكدة أن أجمل الطرق التي يجب على الأطفال تعلمها هي سرد القصص المشوقة التي تبين مدى أهمية التسامح وطرق تطبيقها في الحياة، ويُمكن طرح بعض المواضيع عن أهمية التسامح والتعايش مع الآخرين ليكون موضوعاً أسبوعياً لكافة أفراد الأسرة خلال تناول وجبة عشاء مثلاً، إضافة إلى إمكانية المشاركة في أنشطة جماعية تتعلق بالتسامح، ليتحقق التعاون والتناغم بأسرع وأسهل الطرق بين أفراد الأسرة.

بيئة صحية مستدامة
وترى منى الدرمكي (تربوية)، أن التسامح هو قبول الآراء الآخر دون إظهار مشاعر العداء أو التمييز، وتكمن أهميته في بناء مجتمع متفتح ومتنوع يعزز التعايش السلمي والفهم المتبادل، والأسرة مسؤوليتها كبيرة في ترسيخ ثقافة التسامح بين صفوف أفرادها، وتشجيع الحوار المفتوح لفهم وجهات النظر المختلفة، موضحة أن نشر ثقافة التسامح يعتمد على تشجيع الحوار الأسري، وتعزيز التعلم وتبادل الخبرات، وفهم الاحتياجات والرغبات الشخصية، مما يسهم في بناء علاقات مجتمعية قوية بين مختلف الثقافات، وخلق بيئة أسرية صحية ومستدامة.
قدوة 
تبين سندية الزيودي (ولية أمر)،  أن الأسرة هي المؤسسة الأساسية في بناء شخصية الأبناء وتشكيل قيمهم، حيث تلعب دوراً مهماً في تعزيز ثقافة التسامح، ويمكن تحقيق ذلك من خلال مشاركتهم قصص نجاح حول التسامح واحترام الآخر، كما يجب على الآباء أن يكونوا قدوة حية للتسامح في تعاملهم اليومي، فسلوكهم يؤثر بشكل مباشر على الأبناء، الذين يمكن تشجيعهم على التمسك بقيم التسامح من خلال المكافآت والتحفيز.
أخوة إنسانية
وقال محمد إبراهيم البلوشي (أخصائي اجتماعي)، إن الإمارات عززت موقعها الريادي عالمياً بتبنيها منظومة القيم الأسرية، القائمة على الانفتاح والتسامح، وحفظ الحقوق وترسيخ دولة العدالة، وحفظ الكرامة، واحترام الثقافات، وترسيخ الأخوة الإنسانية واحترام الهوية الوطنية، ودعّمت تلك المبادئ بحزمة من القوانين والتشريعات الكفيلة بضمان تلك الحقوق، مع تجريم سلوكيات وخطاب الكراهية والعصبية، حتى أصبحت الإمارات عاصمة للتسامح والتعايش السلمي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©