عدد اليوم
تامر عبد الحميد (أبوظبي)
يختتم مهرجان الشيخ زايد في منطقة الوثبة بأبوظبي فعاليات موسمه الحالي في 18 مارس الجاري، بعد 4 أشهر من البرامج المفعمة التي شهدت إقبالاً جماهيرياً متزايداً، وقد شهد المهرجان لوحات استعراضية مبهرة، عبر استضافة عشرات الفرق الشعبية التي أثرت ساحاته، وكان للطبول بمختلف أنواعها صدى كبير، ولاسيما أنها من الآلات الرئيسة المستخدمة في الفن الشعبي، وإيقاعاتها الحماسية غالباً ما تمثل قوام الفنون الموسيقية والاستعراضات الفلكلورية.
جذبت آلات القرع في مهرجان الشيخ زايد الجمهور لحضور العروض الفنية والاستعراضات الشعبية التي تقدمها الفرق الخليجية والعربية والعالمية المشاركة في المهرجان، حيث تؤدي على المسارح المختلفة وفي ساحاته، باقة من الفقرات الفلكلورية والتراثية على إيقاع آلات الطبول.
يعتمد أعضاء فرق الفنون الشعبية، الخليجية والعربية والعالمية، على أنواع مختلفة من الطبول، منها: الطبل العربي والطبل المطوق والطبلة الصغرى والطبلة الكبرى والرحماني والدف والطبول الإفريقية والرق، و«البندير» المغربي، والتي تجذب زوار المهرجان، وتنشر السعادة والبهجة، نظراً لإيقاعات آلات الطبول الحماسية في أشهر الاستعراضات التي تقدمها الفرق، مثل استعراض الدبكة واستعراض المزمار البلدي.
عروض تراثية
أكد وليد الغيلاني، مدير الفرقة العُمانية للفنون الشعبية، أن العروض الفنية والاستعراضات الفلكلورية، التي تقدمها الفرقة على مسرح الجناح العُماني وساحات مهرجان الشيخ زايد، يعتمدون فيها بشكل رئيس على الطبول، وخصوصاً في «فن البرعة» الذي يعتبر من أبرز الفنون الفلكلورية الشعبية الشهيرة في صلالة، إلى جانب استخدامها أيضاً في عروض خليجية مختلفة، منها «العرضة» و«البحري»، فهذه العروض التراثية لا يمكن أن تقدم إلا بمصاحبة الأداء الإيقاعي الممزوج بالغناء عبر آلات القرع، مثل الدف والقوطة، وطبول الوقافي والليوا وطبول الصوت والميقعة، بالإضافة إلى طبل الرأس، الذي يستخدم في فن العيالة.
توليفة غنية
وأوضحت لور الجندي، مديرة الفرقة «السورية للفنون الشعبية» التي تمثل استعراضات 4 بلدان، هي: سوريا ولبنان والأردن وفلسطين، أن الفرقة تقدم توليفة استعراضية غنية، ووجبة فنية تراثية خاصة ومشتركة بهذه الدول على أنغام الموسيقى التراثية والشعبية وإيقاعات آلات القرع، خصوصاً في استعراض الدبكة والدلعونة والهوارة، الذي يكون اعتماده الرئيس فيها على آلة القرع، حيث تولد إيقاعاتها الحماس والطاقة المليئة بالإيجابية للجمهور ولأعضاء الفريق نفسه، لاسيما أن الاستعراض الذي يقدمونه يعتمد على الحركة والأداء.
من الطبيعة
أما فرقة «كوزا الأفريقية»، فإن اعتمادها الرئيس في العروض التي تؤديها في الجناح الأفريقي على آلات القرع، إذ تقدم استعراضات متنوعة مليئة بالإيقاعات المختلفة، وصيحات مستوحاة من الطبيعة، على وقع استخدام مجموعة واسعة من آلات الطبول الأفريقية والصنوج والخشخاش والأجراس المزدوجة، وبين متعة الأداء وقوة الصوت وإيقاعات الطبول، أوضح برونو امباروكو، مدير الفرقة، أن «كوزا الإفريقية» تستعرض من خلال عروضها المميزة بمصاحبة آلات القرع، حكايات وقصصاً عن تاريخ القارة السمراء، ضمن موسيقى تقليدية وفقرات متنوعة غنائية وموسيقية، منوهاً إلى أن الفنون الأفريقية تعتمد على آلات الطبول باختلاف أنواعها في كل إيقاع، وتشتهر في السنغال تحديداً بعض من أنواع الطبول الفريدة، ومنها «جيمبيه» التي تُصنع يدوياً من الخشب الصلب وجلود الحيوانات، حيث كان يتم استخدامها في الماضي لجمع أهل القرى السنغالية والغرب الأفريقي لحل المشكلات الخاصة بالشعب.
نغمات قوية
فيما أوضح ديلمرود بيك مدير الفرقة الأوزبكستانية للفنون، أن العروض الأدائية التقليدية التي يقدمونها على مسارح المهرجان المختلفة، يستخدمون فيها آلات موسيقية طربية، وأهمها الطبل، باعتبارها آلة رئيسة في استعراضاتهم الموسيقية والفكلورية، مؤكداً أن تقاليد فن الرقص الأوزبكي يستخدم في التعبير عن مشاعر الفرح والحب، وآلات القرع بإيقاعاتها المبهجة ونغماتها القوية، باعتبارها الأنسب لمصاحبة الفرق في تقديم فنونها المختلفة.
فلكلور
الرقص الصعيدي والفلاحي والإسكندراني واستعراض النوبة، والاستعراض البدوي الشهير مع المزمار البلدي، جميعها استعراضات فلكلورية اعتمادها الرئيس في تنفيذها على آلات القرع والطبل العربي، بحسب ما أكده محمدي فتحي رئيس الفرقة، وقال: آلات القرع عنصر أساسي في أغلب عروض الفنون الشعبية، حيث تعطي الطبول جمالية في الاستعراضات وحماساً في الإيقاعات، والتي تحظى بجذب كبير لكل محبي الفنون الشعبية.
موشحات أندلسية
على وقع الموسيقى والموشحات الأندلسية، وأصالة الغناء المراكشي تؤدي الفرقة المغربية للفنون الشعبية في مهرجان الشيخ زايد، فقرات أدائية واستعراضات فلكلورية بمصاحبة آلات القرع مثل الطبول والدف و«البندير»، وتقدم الفقرات الرئيسة على مسرح الجناح المغربي، وسط تفاعل وحضور لافت من زوار المهرجان.
فنون تراثية
تؤدي فرقة «حضرموت» للفنون الشعبية اليمنية 6 عروض يومية على مسارح المهرجان المختلفة، وتقدم مختلف الفنون التراثية والفلكلورية اليمنية، والاستعراضات الغنائية التي تختلف أنماطها باختلاف المناطق والقبائل، بمصاحبة آلات القرع المختلفة في استعراضي «تراث المزمار» و«الشروحات»، واستعراضات أخرى تعبر عن البحر والزراعة.
