عدد اليوم
خولة علي (دبي)
تشكل مؤلفات الأطفال القصصية خطوة نحو تأسيس جيل من المثقفين والمفكرين، لهم إبداعهم ورؤيتهم وفكرهم في محاكاة الواقع من حولهم، بمفاهيم ومفردات بسيطة ومباشرة، وأحداث متتابعة ومتسلسلة، لا تخلو من المعرفة والعلوم والقيم الأخلاقية والاجتماعية التي تربوا عليها، ليطلقوا لخيالهم العنان في رسم ملامح أبطالهم وشخصياتها، لتقود أحداث القصة بكل تشويق ومتعة.
ومن تجارب المؤلفين الصغار وإصداراتهم القصصية، وشغفهم بالقراءة، تأتي تجربة المؤلف الصغير علي حميد اللوغاني، الذي يستلهم أفكاره من واقع القيم والمبادئ الاجتماعية التي نشأ عليها وتشكلت بها شخصيته، مما نسج بها مجموعته القصصية، من مؤلفاته قصة «Giving without limit»، أي العطاء بلا حدود، ليسرد حكاية العائلة ومدى ترابط وتكاتف أفرادها واهتمامهم ببعضهم البعض من باب الواجب والمسؤولية الاجتماعية. أما إصداره الثاني فجاء بعنوان مانع والنجوم تتحدث القصة عن الفضاء ومكوناته وما فيه من أسرار وخفايا وإبداع الخالق فيه، فهي دعوة للتفكير في منظومة الفضاء والتدبر في الحكمة الإلهية من خلقها.
وتوفر نسخ من إصداراته في المكتبات العامة ومعارض الكتاب، بمثابة دافع له ليقدم المزيد من الأعمال القصصية الهادفة الموجهة للأطفال. ولكن تكلفة الطباعة في بادئ الأمر كانت تحاول دون أن ترى أعماله النور، ولكن بدعم من دار شاهين للنشر والتوزيع وإيمان أصحابه، بأهمية أن يبدع الأطفال ويساهموا بأعمالهم الأدبية لإثراء محتوى الأطفال القرائي.
نشر الوعي
أما الطفلة شيخة الظاهري، فقدمت كتاب The Magical Umbrella تحث فيه الأطفال على الالتزام بنصائح الأمهات والسير وفق قوانين وأنظمة يسير عليها المجتمع، لتفادي الانزلاق في المشاكل، وتنصح الظاهري الأطفال على القراءة المتواصلة والكتابة التي يصنعون بها عالمهم الخاص.
فيما أبدعت الطفلة مريم أحمد النيادي في نشر الوعي البيئي وبث روح التطوع والتعاون وحب الخير للغير، هذه المفاهيم النبيلة تجسدت في حكاية مهرة واللؤلؤ وتدور أحداثها حول البطلة مهرة، فبفضل شجاعتها وحبها للخير، تحولت المأساة إلى مغامرة مليئة بالتعاون والإنجازات. وتقول النيادي: «بيئتنا جميلة ويجب الحفاظ على نظافتها، أسعى عن طريق القصص الشيقة توعية الأطفال بممارسة سلوكيات تساهم في تقليل المخاطر على البيئة».
قيم الاستدامة
فيما ركزت الكاتبة بيسان محمد فراس عثمان في كتاباتها القصصية على قضايا تخص الأطفال والناشئة وأولياء الأمور من خلال محاكاة قيم السنع والعادات والتقاليد، بأسلوب يتمازج به الواقع مع الخيال. حيث تلفت قائلة: «مدينة بيسارين» هو الكتاب المحبب لقلبي، فهو مليء بالسحر والإلهام، حيث يقدم عالماً خيالياً يحمل في طياته فكرة مبتكرة لمدينة مثالية تحترم البيئة وتعزز الوعي البيئي لدى الأطفال». ورسالتها لكل طفل أن يثق بقدراته ليصل إلى مستقبل أجمل. ومن إصداراتها القصصية مدينة بيسارين، ومغامرات بيسان وسيرين، هوامش على المتن، من وحي حلم تحقق، حرر خيالك، والإمارات من عيونك.
وتشاركها أختها سيرين محمد فراس عثمان هذه الهواية وشغف القراءة، لتطلعنا على قصتها المشوقة بعنوان «حكاية شمس» والتي تمثل قمة الإلهام والتحفيز للأطفال والقرّاء على حد سواء. تأخذ هذه القصة القارئ في رحلة مثيرة إلى عالم الشمس، حيث تُقدّم له الشمس نفسها، بكل سحرها وروعتها، وتحكي قصة الإمارات من خلال عينيها الساطعتين. قائلة: «وجهت القصة لكل محبي دولة الإمارات العربية المتحدة بمناسبة عيدها الخمسين».
دعم مؤلفات الأطفال
وعن دور إدارات النشر في دعم أعمال الأطفال الأدبية، تقول الدكتورة ليلاس شاهين، من دار شاهين للطباعة والنشر والتوزيع، «دورنا يتمثل في توفير المنصات والفرص لنشر أعمالهم، وتوجيههم ومساعدتهم في تطوير مواهبهم الكتابية من خلال الدورات التدريبية في الكتابة الإبداعية، ومن يرغب في التحول من مجرد قارئ ومقتبس للكتابات إلى كاتب مبدع ومحترف من خلال تعلم الخطوات الرئيسة في الكتابة بشكل عام وفي أدب الطفل بشكل خاص. هذا إلى جانب تقديم الدعم الفني والتحريري لتحسين جودة الكتب وزيادة فرص نجاحها في السوق».
وتضيف قائلة: «في معرض أبوظبي الدولي ومهرجان الشارقة القرائي للطفل تكون دار شاهين سباقة في أطفال من أصحاب الهمم لكتابة قصصهم، معبرين فيها عن رغبتهم في الاندماج في المجتمع، بكتاب جماعي مكون من 14 طفلاً من أصحاب الهمم في كتاب من جزأين، وجودهم يصنع الأمل بكتابة أقلام ملهمة وبعد تقديم دورات تدريبية برعاية الدار».
