الأحد 28 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

العلاقات الثقافية الإماراتية التركية .. احتفاء متبادل وحضور إبداعي متميز

الجناح التركي في معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2023
12 يونيو 2023 01:27

 محمد عبدالسميع (الشارقة)

تجلّت العلاقات الثقافيّة الإماراتيّة التركيّة بروابطها العميقة والأصيلة، علاوةً على ذلك الرباط القديم بين الثقافة العربية والتركيّة أساساً، باستضافة معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2023 للجمهورية التركيّة، ضيف شرف على المعرض الذي يحظى بشهرة عالميّة كبيرة، ويستقطب الكثير من دور النشر العربيّة والعالميّة كلّ عام، وتعد الاستضافة تتويجاً وتقديراً إماراتياً لما لدى تركيا من أرضيّة ثقافيّة تعتبر مهاداً لكلّ أنواع التقارب التجاري والاقتصادي والسياحي، وغيرها الكثير.
وإذ تنطلق الإمارات من كونها دولةً حضاريّةً ومنفتحةً على الثقافة جميعها في نوع من التآخي والتسامح والاعتراف بتكامل الحضارات وروابط الصداقة، فإنّ إبراز الجانب التركي في معرض أبوظبي لكلّ مشتملاته من الفلكلور والإبداع الثقافي والفنيّ والأدبي والفكري، هو بحدّ ذاته إتاحة لجمهور المعرض لكي يطّلعوا على هذا الإرث الكبير لدولة ذات دور فاعل في المنطقة، ولديها مشتركات مع العرب في شؤون عديدة، بحكم الجوار الجغرافي والروابط التاريخية العريقة، وهو ما يسمح بقراءة الأثر اللغوي والفنّي في المعمار التركي والحياة الاجتماعيّة، وكذلك في التأثير بين ثقافتين لهما أوجه حضورهما بين ثقافات العالم.
ولكون الإمارات وتركيا بلدين يتميّزان بالجذب السياحيّ، فمن السّهل أن نرى هذا الإقبال علي الزيارات السياحية لكل من البلدين، بل وحضور الفنّ الغنائي والفلكلوري التركي في الإمارات من خلال أيّام الشارقة التراثيّة كلّ عام. ونظراً لكون أيام الشارقة التراثيّة تظاهرة ثقافيّة إماراتيّة كبيرة يبدع فيها فنانو العالم في التغني بتراثهم وإظهاره والترويج له، فإنّ وجود فرقة تركيّة كلّ عام في فعاليات «الأيّام التراثية»، يُعدّ أمراً مبنيّاً على وجاهة التمثيل التركي، لما تتميّز به الأغنية والفن التركي من أصالة وحضور، وقد لاقت هذه المشاركات المستمرة إعجاباً وإشادةً من الإعلام الإماراتي بهذا الحضور، خصوصاً أنّ التراث الغنائيّ والفلكلوري الإماراتي قديم وضارب في الأصالة، وتجسد في عروض مشتركة لقيت انسجاماً وإشادةً من خبراء الفنّ التركيّ الذين يزورون الشارقة في أيامها التراثيّة كلّ عام.
حضور ثقافي متنوع
للثقافة التركيّة حضورها المؤسسي، من خلال مذكرة التفاهم التي تمّ توقيعها بين الإمارات وتركيّا، فيما يتعلق بالتبادل الثقافي والتعرّف على المميزات والفوائد الكثيرة في هذا المجال. ولم يكن معرض «إكسبو 2020 دبي» خالياً من المشاركة الفاعلة لتركيّا، بجناح رائع شكّل لوحةً بانوراميّةً عن الثقافة التركيّة وإمكاناتها التراثيّة وبيئتها وأسلوب التفكير الثقافي التركي سواءً في الحرف اليدويّة أو المأكولات الشعبيّة والجانب السياحي الذي تتميّز بها تركيا، خصوصاً، أنّ تركيا لديها مواقع غنيّة عديدة أدرجت على قائمة «اليونيسكو» للتراث الثقافي، وإذ تأخذ تركيا من جغرافية وثقافة آسيا وأوروبا، باعتبارها دولة تجمع بين قارتين، فبالتأكيد سيكون هذا التمازج الحضاري رائعاً وحيّويّاً في مشاركات التراث التركي والأغنية والعمل الدرامي في ما يقابلها من مهرجانات وتظاهرات ثقافيّة عديدة. ومن وحي الحضور التركي الفنّي في الإمارات، تلك المشاركة الرائعة لفنانين أتراك أبدعوا في أعمال الفنّ الإسلامي في مهرجان الشارقة للفنون الإسلاميّة، حيث أبدع المشاركون الأتراك في فنون رائقة وذات مضامين قريبة جدّاً منّا نحن العرب في أعمالهم النحتيّة وفي النسيج والزخرفة وفي الثيم كافة والمواضيع الفنيّة الأخرى. ومثل ذلك، كان الفنان التركيّ في مجال الخطّ مؤثّراً كبيراً في مشاركته بمهرجان الشارقة للخط العربي، ليمتدّ هذا التأثير إلى الفنانين والخطاطين العرب والأجانب من أنحاء العالم كافة، باختصار لأنّ الإبداع التركي في الفن والسياحة والثقافة والأدب يبقى حاضراً، حتى في أعمال المسرح والشعر والقصّة والرواية، وغيرها من حقول الإبداع.
الأدب العربي والتركي
سبق أن فاز الروائي التركي أورهان باموق في العام 2006 بجائزة نوبل للآداب، كروائي مؤثّر ومبدع في مجال الأدب التركي الحديث، ومثله روائيّون وكتّاب تربطهم بالأدب الإماراتي والعربي روابط كبيرة، من حيث تواقيع الكتب في دورات معرض الكتاب في كلٍّ من أبوظبي والشارقة، ومن خلال الإصدارات الثقافيّة والإبداعيّة التركيّة، وبالمقابل كانت جمعيّة الناشرين الإماراتيين لها مساهماتها الواضحة في مشاركتها الأخيرة في معرض إسطنبول الدولي للكتاب العربي، بما قدّمته من عناوين إماراتيّة بارزة اقتربت من ثلاثمئة عنوان ومشاركة أكثر من ثلاثين دار نشر إماراتيّة.
ويعمل الجانبان الإماراتي والتركي على تأكيد العلاقة الثقافيّة فيما بينهما، والترويج الرائع للثقافتين اللتين تشتركان في الكثير مما يمكن تعزيزه والبناء عليه في الجانبين الإنسانيّ والحضاريّ بين ثقافات العالم.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©