الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«منازل القمر» تضيء آخر ليالي أبوظبي للكتاب

نوري الجراح وجانب من الحضور في صورة جماعية خلال الأمسية (من المصدر)
29 مايو 2023 01:24

سعد عبد الراضي (أبوظبي)

في أمسية متميزة ومفعمة بجماليات صوتية وبصرية، قدم نوري الجراح مدير عام جائزة ابن بطوطة كتاب «منازل القمر - التقويم الشمسي عند العرب» للشاعر والأديب الإماراتي محمد أحمد خليفة السويدي، حيث استعرض الجراح شرحاً لمضامين الكتاب بوسائل ذاتية توضيحية وبرمجية متعددة، فصنع أجواء تحاكي المستقبِلات الحسية والسمعية والبصرية عند الجمهور، فكان العرض مناسباً لفحوى الإصدار المتفرد والمهم.
وتتجلى فرادة الكتاب وبراعة السويدي في أن هذا العمل يصعد بالإنسان من تعبِ الدهشة بالارتحال في الأرض، وربما الضيق بها، إلى التأمل في السماء، في صحبة القمر، وضيفاً على منازله. ولك أن تتصور معنى وقوفك بالليل متأملاً قبة السماء يمخرُ عبابها القمر، وأنت عارف بأسماء النجوم التي تتلألأ أمام ناظريك، هذا سهيل، وتلك الثريا، وهذا البطين، وتلك الزبانى، متحسساً تأثير ظهورها في دوراتها على الأرض وعليك، وفي الأنواء والمواسم، وما تولَّد من أساطير وتعاويذَ وأمثالٍ وأشعارٍ وتعاليم، مقارناً بما وصلَت إليه العلوم الحديثة. 
رحلة عربية بامتياز
ويعد هذا الكتاب المهم رحلة عربية بامتياز، وحين قرأ العرب صفحة السماء مضاءة بنور القمر أضاؤوا صفحات المعرفة البشرية، ورسموا خريطة النجوم ومنحوها الأسماء مثلما تُمنح شهادات الميلاد، حيث يحتفي هذا السِّفر بحقائق نيّرة من التراث وقبسٍ من علوم العصر، شاملاً معارفَ الأجداد وأشعار العرب ولمحاتٍ من رسائل «إخوان الصفا وخلان الوفا» وأساطير اليونان المرتبطة بمعارك البابليين والمصريين القدماء، والمسعى من وضع الكتاب هو تكريس الفضل، وإعادته إلى العربي، مع ساعة ناطقة وذكية توافيك بالمواعيد وما تزخر به المواسم من عطاء الطبيعة، وتلقي عليك الأشعار بالصوت سماعاً، وتريك المنازل صوراً متحركة بالفيديو والصوت، وتعطيك حق المشاركة قابلاً للعمل على الهواتف الذكية.
متعة الكشف
كما يجسد الكتاب متعة الكشف حيث يقول السويدي في تقديمه له: إنها متعة الكشف حين تنثالُ أزمانُ المعرفة وكأنها العمر كله، وليس على هذه المقدمة أن تكشف سرّ هذه المتعة، بل على هذا الكتاب أن يفعل ذلك.
 وبالنظر إلى الكتاب نجد أن أهميته تكمن في أن العرب قسمت سير القمر في دورانه السنوي إلى ثمانية وعشرين موقعاً، مقدار البعد بينها متساوٍ، وأطلقت على هذه المواقع «منازل القمر»، ولتمييز هذه المنازل في السماء فقد ربطوها بتشكيلات النجوم ومجموعات الأبراج، وهي عندهم مرتبطة بـ28 نجماً، منها 14 يمانية و14 شمالية.
أسماء المنازل
وهذه المنازل وفق الترتيب الموروث، وقد أضاف السويدي لكل منها وصفاً يعينُ على تذكر مواقعها، وهي: الشَّرَطَان قرنا الحمل، ثُمَّ البُطَيْن بطن الْحَمَل، ثم الثُّرَيّا في الثور على كتف الجبار وهي أشهر المنازل، ثم الدَّبَرَان عين الثور وهو التابع الأحمر، ثم الهَقْعَة ثلاث كالأثافي، ثم الهَنْعَة التي بها الشعرى، ثم الذِّراع يد الأسد المقبوضة، ثم النثرة على الأسد أو السرطان، فالطرف عينا الأسد، ثم «الجَبْهة» صدر الأسد، ثم الزبرة كتف الأسد وخاصرته، ثم الصرفة قنب الأسد، ثم العواء كلاب تعوي خلف الأسد، ثم السماك الأعزل سنبلة العذراء، ثم الغفر الخافية بين زبانى العقرب أو ذيل الأسد، فالزبانى كفتا الميزان، ثم الإكليل تاج العقرب، ثم القلب قلب العقرب، ثم الشولة إبرة العقرب، ثم النعائم الثماني أربع واردة وأربع صادرة، ثم البلدة رقعة خالية، ثم سعد الذابح الذي يذبح شاته في الجدي، ثم سعد بلع نجمان يبلع أحدهما الآخر في الجدي، ثم سعد السّعود في الجدي، ثم سعد الأخبية في الدلو، ثم فرغ الدلو المقدم في كوكبة الفرس الأعظم، ثم فرغ الدلو المؤخر، فالرشاء في بطن الحوت وبه تتم المنازل. وبهذه المنازل كان الأجداد يعرفون أوقات الفصول، وطبائع المناخ، إذ كانت دليلهم لمعرفة أوقات الحر والبرد وأزمنة الغرس والزرع وغيره، وهذا هو التقويم الشمسي عند العرب.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©