السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«شات جي بي تي».. تقنية تخدم القطاعات التعليمية والمهنية

«شات جي بي تي».. تقنية تخدم القطاعات التعليمية والمهنية
2 ابريل 2023 02:46

يوسف العربي (أبوظبي)

 تنضوي تقنية «شات جي بي تي» ChatGPT التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي للإجابة على أسئلة المستخدم بطريقة إبداعية وكتابة المقالات من دون الاقتباس من مصدر آخر على العديد من الفرص والتحديات، لاسيما للقطاعات التعليمية والمهنية مثل مهن المحاماة والإعلام، بحسب خبراء وتقنيين. وأشاروا إلى أن اعتماد الطلبة والمحامين والإعلاميين على هذه التقنية في دراستهم ومشاريعهم سوف يؤثر على قدرتهم على التفكير الإبداعي وحل المشكلات، حيث يتم اللجوء إلى تلك المنصات باعتبارها حلاً بديلاً وسريعاً. وطالبوا بالرقابة على استخدام التقنية بالمؤسسات التعليمية والأكاديمية، ونشر الوعي حول كيفية استخدام تلك المنصات للمنفعة العامة وبشكل أخلاقي لا يتنافى مع مبادئ العمل القويم. ولفتوا إلى أهمية فرض قواعد إلزامية على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، وهي القواعد التي تساعد في منع انتهاك التكنولوجيا للمعايير الأخلاقية، بما يضمن أن يكون للذكاء الاصطناعي تأثير إيجابي وليس سلبياً على الحياة. وطلب مجلس الوزراء من السلطات المعنية مؤخراً تقييم تقنيات الذكاء الاصطناعي الجديدة مثل ChatGPT وكيف يمكن للحكومة استخدامها بأمان، وتقيس الدراسة تأثير هذه التقنيات على التعليم والصحة والإعلام والقطاعات الأخرى. وكشفت شركة أوبن ايْ آي OpenAI الناشئة التي أطلقت في نهاية نوفمبر بنجاح كبير واجهة تشات جي بي تي ChatGPT القادرة على إنشاء مختلف أنواع النصوص، عن نسخة GPT-4 الجديدة من تقنية الذكاء الاصطناعي التوليدية التي تعمل على تشغيل روبوت الدردشة الشهير.

تحولات جذرية 
ومن ناحيته قال جيوتي لالشانداني، نائب الرئيس، المدير العام لمجموعة مؤسسة البيانات الدولية في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا في رده على سؤال «الاتحاد»: إن تقنية «شات جي بي تي» ChatGPT ستحدث تغيرات جذرية بالعديد من القطاعات، لاسيما القطاعات التعليمية والمهنية مثل «الإعلام والمحاماة».
وأشار إلى أن تأثير هذه التقنية سيتضاعف مع مرور الوقت، حيث تتطور بشكل سريع ومتلاحق نتيجة استفادتها من الاستخدام المكثف، وهو الأمر الذي ينضوي على الكثير من الفرص والتحديات.
وأوضح أنه يمكن توظيف التقنية الجديدة في زيادة الإنتاجية، وتنفيذ المهام المتكررة على نحو فوري في العديد من القطاعات مثل التجزئة والمصارف، إلا أنها تفرض تحديات لا يستهان بها في قطاعات أخرى مثل التعليم والمحاماة والإعلام.
وأشار إلى أن فرض أطر أخلاقية للتقنية الجديدة، وللذكاء الاصطناعي بشكل عام، يسهم في تحقيق الاستفادة القصوى من مثل هذه التقنيات الجديدة.

تحديات تعليمية
ومن جانبه قال الدكتور محمد المصلح، الأستاذ المساعد في كلية الهندسة والعلوم الفيزيائية بجامعة هيريوت وات دبي، لـ «الاتحاد»: إن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على مواجهة بعض أكبر التحديات في التعليم اليوم، ويساعد على ابتكار ممارسات جديدة ومرنة للتدريس والتعلم.
ووفقاً لتقرير اليونسكو، فمن المتوقع أن تبلغ قيمة الذكاء الاصطناعي في التعليم 6 مليارات دولار بحلول عام 2024، ويأتي هذا التطور مع مجموعة من التحديات التي من الضروري التصدي لها، لاسيما في القطاعات الأكاديمية والمهنية مثل مهن المحاماة والإعلام.
ولفت إلى وجود تحدٍّ رئيس لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي مثل منصة «شات جى بى تى»، ألا وهو ضمان الاستخدام الأخلاقي والشامل والمنصف لضمان أن يتمكن التعليم من أن يعد البشر للعيش والعمل.
وشدد على ضرورة بحث كيفية توظيف تطبيقات وأدوات الذكاء الاصطناعي والاستفادة من إمكانياتها، بهدف تحسين وتعزيز التعليم وتقديم تجربة تعليمية استثنائية للطلبة والأساتذة على حد سواء.
ولفت إلى أن هناك تحدياً واضحاً يواجه الطلبة الذين اعتمدوا على تلك المنصات في دراستهم ومشاريعهم، لأن هذا سوف يؤثر على قدرتهم على التفكير الإبداعي وقدرتهم على حل المشكلات، وبالتالي اللجوء إلى تلك المنصات كحل بديل وسريع، لذلك يتوجب أن يكون هناك رقابة على الطلبة، مع نشر الوعى عن كيفية استخدام تلك المنصات للمنفعة العامة وبشكل أخلاقي لا يتنافى مع مبادئ العمل.
وقال: إن فرض قواعد إلزامية على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي سوف يساعد في منع انتهاك التكنولوجيا لحقوق الإنسان، حيث يضمن فرض القواعد وأطر العمل أن يكون للذكاء الاصطناعي تأثير إيجابي وليس سلبياً على الحياة. 

 فرص تكنولوجية
وفي المقابل، قال المصلح إنه يمكن لمنصة ChatGPT أن تخلق فرصاً هائلة للشركات التي تستفيد من التكنولوجيا بشكل استراتيجي، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي القائم على الدردشة زيادة نماذج عمل البشر عن طريق أتمتة المهام المتكررة، مع توفير تفاعلات أكثر جاذبية مع المستخدمين.
ولفت إلى وجود عدة أمثلة لكيفية استخدامها في مجالات مختلفة مثل صياغة محتوى التسويق وكتابة كود الكمبيوتر وأتمتة أجزاء من عملية البيع، وتقديم خدمات العملاء بعد شراء المنتجات، وتبسيط العمليات وتعزيزها باستخدام الأتمتة والترجمة من لغة إلى أخرى، بالإضافة إلى زيادة مشاركة العملاء والتفاعل، مما يؤدي إلى تحسين الولاء والاحتفاظ بهم.
ونوه إلى أنه بشكل عام، فإن هذه المنصة لديها القدرة على تحسين الكفاءة والإنتاجية في مجموعة متنوعة من سياقات الأعمال من خلال أتمتة المهام التي عادة ما يؤديها البشر ومع ذلك، لا تزال ChatGPT تقنية جديدة نسبياً، ومن المرجح أن تستمر قدراتها في التطور والتحسن بمرور الوقت.

زيادة الإنتاجية 
ومن ناحيته، قال باسل الشريف، نائب الرئيس للشؤون التجارية في «بيسبن جلوبال»: إن تقنية ChatGPT أحدثت فور إطلاقها ثورة تقنية فعلية في عالم الذكاء الاصطناعي، واستحوذت على اهتمام ودهشة المستخدمين، نظراً للمعلومات والقدرات التي توفرها بشكل متاح للجميع وبذكاء وسرعة يصعب تخيلهما.
وقال: إن البعض يرى أنها فرضت تحديات مجتمعية عديدة، بدءاً من واقع تسطيح المعرفة بشكل يلغي الجهود الفردية من جهة، ويهدد بفقدان العديد من الوظائف التي ترتكز بشكل أساسي على البنية اللغوية وحتى البرمجية، إلا أنها خلقت في الوقت عينه مجالات عديدة للتطور مثل إتاحة المزيد من الوقت لهذه الوظائف للتفرغ لتطوير قدراتها التعليمية والبحثية وغيرها، وكذلك إنجاز المهام بسرعة أكبر، وبالتالي زيادة الإنتاجية في وقت أقل. 

ريادة إماراتية في تبني وتقييم التقنيات الحديثة 
قال الدكتور هيكتور رين، مدير قسم الهندسة والإنتاج لدى المعهد التأسيسي الذكاء الاصطناعي التابع لمجموعة «جي 42» لـ «الاتحاد»: إن الإمارات تقيّم جدوى استخدام منصة «شات جي بي تي» وأفضل الممارسات الخاصة بها، عبر مختلف القطاعات في الدولة، انطلاقاً من تركيز الدولة الدائم على تبني وتقييم التقنيات الحديثة.
 وأضاف أنه من المؤكد أن مساعي حكومة دولة الإمارات للاستفادة من الإمكانات الكاملة لهذه التقنية ستترك حافزاً كبيراً للارتقاء بمستوى حلول الذكاء الاصطناعي نحو آفاق جديدة، لرسم ملامح العالم وحياتنا بطرق لم نشهد لها مثيلاً من قبل.  ولفت إلى أن منصة «شات جي بي تي» تشكل نقلة نوعية في تقنيات الذكاء الاصطناعي، لا سيما وأن إمكاناتها المتقدمة في معالجة اللغة الطبيعية تطرح عدداً هائلاً من الإمكانات الكفيلة بإحداث تغيرات جذرية في العديد من القطاعات.
 وتفتح منصة «شات جي بي تي» آفاقاً جديدة تُعزز من تفاعلنا مع تقنية الذكاء الاصطناعي، بدءاً من حلول الذكاء الاصطناعي الحواري، وصولاً إلى إنشاء المحتوى والترجمة وبينما تواصل هذه المنصة تطورها، يصبح تأثيرها على عالم الذكاء الاصطناعي أمراً محتوماً، ما يجعلنا نترقب العديد من التطورات قريباً.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©