للوطن حراسه، دروعه وتروسه، وللوطن سياجه وحجابه، وللوطن رجال لا يقولون بقدر ما يفعلون، وللوطن عيون شاخصة بالنهار، ساهرة بالليل، تتساوى عندهم الأشياء غير الوطن، ويتعالون على الأمور غير ما يخص الوطن، هم رمز الوطن ومصدر فخره وعزه، تضيع الأوطان حين يغيب بواسل الجنود، الحرّاس والدروع والتروس والسياج والحجاب، وتدخل الدول في فوضى الأشياء، وتستباح الحقوق، وتنتزع المُلكيات، وتغيب الكبرياء حين تغيب الهيبة، ويغيب الجيش، الأوطان مرتهنة بالعز، والعز لا تحميه إلا القوات والجيوش من أبناء الوطن. 
لقواتنا المسلحة في يوم توحيدها تحية وذكرى مناسبة غالية على الجميع، تحية للرجال البواسل الذين خاضوا التجربة والتأسيس وساهموا بالعمل حين كانت الأمور مثل ثقل الصخر، وقساوة أرض الملح، ثم تقاعدوا، تحية للأجيال الجديدة التي تواصل المسيرة، وتخطط بفكر جديد، سنوات طويلة هي تاريخ جميل ومعطر بخدمات جليلة، وإنسانية في المحيط المحلي والعربي والدولي، ونياشين من تعب وعرق وعمل الخير، والمحافظة على استتباب السلام في ربوع من مدن العالم المختلفة والمتوترة، وأوسمة من شرف لرد الجميل لهذا الوطن وأهله، ولكافّة منتسبي قواتنا المسلحة ورجالاتها الذين يسعون قُدماً، يحملون أملاً، ويحققون حلماً أن يكبروا بالوطن وللوطن.
يوم توحيد القوات المسلحة.. عيد للوطن، به يشرق صباحه، ويتزين يومه، ويزيد بهاؤه وضياؤه، يوم توحيد القوات المسلحة هو عيد للجيل السابق من المحاربين الأولين، ورفاق السلاح القدامى، أولئك الذين ما نضب عطاؤهم، ولا خاب رجاؤهم، هم اليوم في أماكنهم الكثيرة والبعيدة، لكن حنينهم أبداً لأول منزل، حيث كبروا وعملوا وتفانوا وبنوا اللبنات الأولى في صرح هذا الجيش، مفخرة الوطن، وفخر القائد، بعضهم قد تكون الأيام غيبته، لكن زرعه من الأولاد، وفسائله من الأبناء قد احتلوا موقعه، وزادوا على بنائه، وكبّروا من حلمه، متبعين وصيته، أن كونوا درعاً للوطن، وكونوا حماته وأباته، وكونوا للشرف، حين يكون الشرف كلمة رجل، وصدق رجل، ونبل المواقف. يوم توحيد القوات المسلحة، هو عيد منتسبيه، وفي مواقعهم المختلفة، سواء هنا في الوطن أو هناك خارج الوطن، فالواجب ونداؤه لا يعرفان مكاناً ولا زماناً ولا حدوداً، وهم تربّوا على هذا، وعملوا من أجل هذا، وعاهدوا الله والوطن والقائد على هذا.  تجدهم في مناطق الدولة البعيدة يطببون شيوخاً، ويعالجون أطفالاً، وينشرون الوعي الصحي بين الناس، كرد الجميل للوطن، وناسه الطيبين، تتوزعهم خرائط البلدان التي أصيبت بمآس إنسانية وكروب وحروب، يؤدون دورهم بصمت وأخلاق الرجال، يحملون في صدورهم الإيمان، ووصايا القائد، المؤسس والباني، وفي رؤوسهم تعليمات القائد الذي يسير على دربه في البناء ومتابعة النهضة الشاملة، ومن خلفه أخوان يعضّدونه عن يمين وعن شمال، جنود الوطن بواسل الأمس واليوم والغد، في أيديهم سلاح الدفاع، وسلاح العمل والبناء وإزالة مخلفات الحرب والألغام، وتوفير الأمن للمروعين، ومساعدة الفلاحين والمزارعين، وبناء المستشفيات والمدارس والسكنى للمشردين والمهجرين، ومن أصابتهم لعنات الحروب.  يوم توحيد القوات المسلحة، هو عيدنا جميعاً، نتباهى بسجل الشرف والإنجازات الإنسانية التي خطها جند الوطن في كل مكان، داخل الوطن وخارجه، نفرح بهم ولهم ولعيدهم، هم سندنا وعضدنا، هم ذخرنا دائماً في المهمات والملمات، ونترحم في هذا اليوم على شهداء الوطن والواجب، أولئك الذين سال دمهم الطاهر هنا أو هناك من أجل أن تظل راية وطننا، وصدق كلمتنا في العالي دائماً وأبداً.. ولتبقى المُثل الإنسانية والقيم النبيلة هي طوق النجاة للإنسان على الأرض تحملها قواتنا مثل وصايا صادقة قبل تحركها، وأثناء عملها، وحين عودتها ظافرة متوجة بالشرف.