تختتم في عاصمتنا الحبيبة اليوم واحدة من أنجح دورات معرض أبوظبي الدولي للكتاب، والتي كانت قد انطلقت تحت الرعاية السامية الكريمة لقائد المسيرة المباركة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.
كانت الدورة الـ33 من المعرض التي انعقدت تحت شعار «هنا..تسرد قصص العالم » دورة متميزة واستثنائية بكل المقاييس لحجم الأنشطة والحضور والتفاعل الكبير معها بما يؤكد ويجسد المستوى الكبير والنوعي الذي تحقق للمعرض العريق بفضل ما يحظى به من دعم سخي من لدن قيادتنا الرشيدة، وما توليه من رعاية واهتمام بالكتاب وأهل الثقافة.
بين ردهات وفعاليات المعرض كنا نلمس معنى أن يكون الكتاب والثقافة جسراً للتواصل الحضاري والإنساني والمعرفي بين الشعوب ومختلف ثقافات العالم.
شهدت دورة هذا العام من المعرض مشاركة 1350 ناشراً من 90 دولة، منها 140داراً تشارك لأول مرة.
كما أن المشاركة المصرية في دورة هذا العام أثرت فعاليات المعرض التي احتفت كضيف شرف بجمهورية مصر العربية الشقيقة وقاماتها الفكرية والثقافية والإبداعية، وفي مقدمتها الأديب الكبير الراحل نجيب محفوظ.
لقد رسخ المعرض مكانته كمنصة عالمية للحوار والثقافة والفكر والصناعات الإبداعية امتداداً لدوره التنويري باعتباره منارة للإشعاع الفكري والإبداعي من إمارات المحبة والعطاء التي جعلت من الثقافة محوراً أساسياً وركناً ركيناً في بناء الإنسان المثقف الواعي.
جاء انطلاق المعرض بعد شهر من اختتام الإمارات لشهر القراءة الوطني الذي يعد من أهم الفعاليات الوطنية لترسيخ هذا الفعل الحضاري المهم لدى الأجيال كونه مدخلاً أصيلاً لبناء العقول وتحصين الفكر من القيم الدخيلة على مجتمعنا والانتصار للقيم الإماراتية الراسخة في الانفتاح على الآخر والثقافات والحضارات الإنسانية.
وفي ذات الإطار كان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، يعلن أن تحدي القراءة العربي المشروع الأكبر عربياً، والذي يرعاه سموه قد شهد في دورته الثامنة مشاركة 229 ألف مدرسة من خمسين دولة و28 مليون طالب.
إنها الرؤية الإماراتية التي تؤمن- كما قال سموه « إن القراءة يمكن أن تغير الحياة وتصنع أجيالاً مختلفة وستفتح أبواب العلم والحضارة».
وأخير كل الشكر لمركز أبوظبي للغة العربية والمنظمين والمتطوعين وكل من جعل من فعاليات المعرض قصة نجاح نسردها للعالم.