لولا العطاء لما اكتست الحياة بلونها المتسم بالأمل، والمتشح ببريق المدى، ولما أنارت الحياة شموعها بين أرجاء الكون، ليضيء العطاء في دواخل البشر، أي سحر هذا المكنون بين السمات البشرية وصفاتها الملهمة بالخير، وابتكار ما يحث الوجود على النقاء والصفاء، وما يبشر بالحلم والرجاء، وحصد الجزاء عبر المنجز البشري، أياً كانت صورته، أو محاوره الإنسانية المتدفقة، لولا العطاء لما كانت بهجة التقدير وصناعة التبجيل.
كانت لفتة جميلة من جائزة أبوظبي بتكريم السيدة آمنة خليفة القمزي، ضمن النخبة المكرمة، من قبل صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، في دورتها الحادية عشرة وفي حفلها السنوي الذي أقيم في قصر الحصن في إمارة أبوظبي المشرقة على الحياة، ومن خلال إدراكها الجميل لأعمال رواد المجتمع، ممن قدموا إسهامات متفردة ومتميزة في العمل الإنساني، في التعليم والاستدامة والطب أو في الإغاثة وتعزيز الوعي المجتمعي في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وتكريم السيدة آمنة القمزي، هو تكريم للأمهات الرائدات، الساهرات على العطاء والتضحية، مستندة على إمكانياتها وخبراتها، وإحاطتها التامة بالعمل وإخلاصها بالعطاء، وهو الجوهر الثري في مجال الزراعة العضوية، مبادرة وساعية في مشروعها المتضمن الاستدامة البيئية، ونقل خبراتها إلى أفراد المجتمع، مطوقة إياه بالاستفادة المثلى، مستمرة في جهودها وفي إظهار مشاريعها الزراعية نحو آفاق الحياة.
عكفت السيدة آمنة القمزي على بلورة مشروعها دون التفاتة إلى عوامل التحديات البيئية وقسوة التربة وصعوبة الأرض والمناخ، ومن يعرفها حق المعرفة يعرف أنها رمز العمل الدؤوب، تؤثر العطاء في مجالها، طريقها الإخلاص والمثابرة نحو إيجاد صيغة مبتكرة في مجال الزراعة العضوية.
إخلاصها لهذا العمل جعلها محل تكريم بجائزة أبوظبي إلى جانب كوكبة من السادة والسيدات، وما يميزها في عطائها أنها بدأت على نهج الأولين، واصفة عملها بقصص مدهشة تفوق الوصف، وبأسلوب الفطرة الإنسانية في التعامل بمنهجية الإنسان وارتباطه بالأرض الزراعية، حيث بدأت مشروعها الزراعي في محيطها الصغير حين ذاك، مثلما ذكرت في مقابلات إعلامية سابقة.
تكريم صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، لرواد العطاء بجائزة أبوظبي يرسخ قيم الوفاء والعرفان، ويحمل رسالة إلى العالم عن قيم الوفاء والتكريم الذي طال فئات مختلفة من المجتمع الإماراتي، في تأكيد على صورته المتكاملة في بهاء التميز.