كم كنت أتمنى من كل تلك المواقع والمنصات والمحطات التي كانت تقدم وتحاضر لنا عن المهنية والمصداقية والاحترافية أن تتحلى بقدر من الشجاعة والموضوعية وتنقل لمتابعتها شيئاً أو بعضاً مما جرى على أرض الإمارات من سرعة وكفاءة واحترافية عالية في التعامل مع تبعات الحالة الجوية التي تعرضت لها البلاد الأسبوع الماضي، وفي غضون 24 ساعة وأولاً بأول، بعد أن كانت تلك المواقع والمنصات والمحطات والحسابات قد نقلت لمتابعيها كماً من الصور والتقارير غير الصحيحة والمغلوطة، بل إن بعضها بالغ في كذبه وتحريفه للحقائق بأن نشر صوراً مركبة جرى التلاعب بها فقط لمحاولة إقناع الآخرين بأكاذيب.
ممارسات كشفت عن مقدار الحقد والغل الذي تترع به قلوبهم وصدورهم أمام نموذج ناجح ورائد كالإمارات، توغر صدور الحاقدين والفاشلين.
إظهار الحقيقة فضيلة يفتقر إليها المرجفون ومحترفو ترديد الأكاذيب والأباطيل. لم يطلب منهم أحد مدحاً أو تلميعاً وإنما تقديم الحقيقة دون تزييف والحكم للمشاهد أو المتابع.
على الأرض في تلك الساعات العصيبة مع اشتداد الحالة الجوية كان أبطال الإمارات من مواطنين ومقيمين مخلصين يكتبون التاريخ بطريقتهم في البذل والعطاء والتفاني وحب الوطن والخير ومساعدة الآخرين، في روح من التعاون والتآزر والتضامن تتفرد بها الإمارات التي شيدها المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، على قيم إنسانية نبيلة عظيمة جعلتها مهوى القلوب والأفئدة.
أبطال الإمارات كانوا وسط مياه الأمطار الغزيرة والرياح القوية والتحديات العديدة يصلون ساعات الليل والنهار من أجل استعادة الحياة الطبيعية في مختلف مرافق الدولة الحيوية وغيرها من القطاعات.
كانت ملحمة من البذل والعطاء والإيثار تستلهم توجيهات القيادة الرشيدة التي تضع سلامة وراحة المواطن والمقيم على رأس كل الأولويات.
تنظيم سريع وتفاعل دقيق ينم عن أعلى مستوى التدريب والتأهيل والاستعداد لكل السيناريوهات، مما أتاح انتظام الحياة ودورة العمل بصورة مرنة سلسلة.
لا أحد يقول أو يزعم أننا بلغنا الكمال، فالكمال لله وحده، وإنما هناك عمل عظيم تم إنجازه لا يغفل عنه أو يتجاهله إلا جاحد. كما أن الإمارات لم يكفيها النجاح الذي تحقق في التعامل بكفاءة واقتدار مع تلك الحالة، بل جاءت التوجيهات السامية بإجراء مراجعة شاملة للبنية التحتية، ومتابعة أحوال المتضررين، وغيرها من الأمور الهادفة لراحة وسلامة الإنسان على أرض هذا الوطن العظيم. رؤى وأعمال لا يدركها من أعماه الحقد والتحامل. وستبقى الإمارات شامخة بعين الرضا بعيداً عن أعين الساخطين.