ونحن في رحاب العرس الثقافي الكبير والمتجدد في واحدة من أكبر دورات معرض أبوظبي الدولي للكتاب، تابعنا وعبر البرنامج الجماهيري «استديو 1» من إذاعة أبوظبي، تفاصيل مسح اللغة العربية الذي أطلقه المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء مؤخراً.
 وقد استضاف البرنامج نورة علي، مدير إدارة المنهجيات الإحصائية في المركز، لتسلط الضوء على هذه المبادرة المهمة للغاية التي ستمثل عقب اكتمال مراحل تنفيذها في غضون الشهر المحدد لها وإعلان نتائجها وما يتمخض عنها من توصيات ومخرجات، دعماً كبيراً للغاية للغتنا الجميلة.
 قالت المسؤولة إن المبادرة تعتمد على استبيان ميداني يتم من خلاله قياس رأي المجتمع، وتحديداً المتحدثين باللغة، سواء من أهل العربية أو غيرهم ممن يتحدثون بها، وتشمل مدن ومناطق دولة الإمارات كافة من خلال مقابلات شخصية لقياس نسبة مستخدميها في تعاملاتهم اليومية والتفاعلات الاجتماعية معها، مسح يتم من خلال الإجابة عن الاستمارة التي يوزعها أعضاء الفرق الميدانية المنتشرون في المراكز التجارية ومختلف المواقع، إلى جانب الروابط الإلكترونية المخصصة للطلاب من خلال مدارسهم أو جامعاتهم.
 وكان المركز قد بدأ منذ منتصف مايو الجاري في جمع البيانات، ولمدة شهر، ليبدأ بعدها دراسة وتفريغ البيانات وتدقيقها للوقوف على نسب استخدام اللغة العربية، وكذلك التعرف على الحواجز والحوافز حول استخدام اللغات المختلفة، والانطباع العام عنها لكونها لغة معرفة وثقافة وإبداع.
 وقبل أن ينبري أحدهم ويضع استنتاجات قد تكون صادمة - كما يتوقع- نذكر الجميع بأن الاستبيانات الميدانية وما تخلص إليه تضع حقائق بين يدي صانع القرار للاستفادة من المخرجات لصياغة المشاريع والمبادرات المستقبلية لتطوير واقع اللغة العربية في الدولة.
حمل اللقاء دعوة مفتوحة للجمهور للتفاعل والتجاوب مع فرق جمع البيانات، وهم يمثلون جهات رسمية، ويرتدون زي وشعار المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء أو الشركاء في المشروع.
المسح يتيح فرصة لغير الناطقين باللغة العربية للاقتراب من تعلمها وبإجاباتهم الدقيقة يساعدون المختصين على دراسة معوقات الاندماج المطلوب بين مختلف فئات المجتمع بسبب حاجز اللغة. وهي جهود تصب في المحصلة الأخيرة لمصلحة رفع جودة الخدمات المقدمة للمجتمع وأفراده، وبالتالي جودة الحياة، وبتقديم المعلومة والإجابة الصحيحة يكون الفرد قد خدم مجتمعه بشكل أفضل، وبما يعود بالنفع عليه في المحصلة الأخيرة. وشكراً للمركز على هذه المبادرة الجميلة، وبالتوفيق للجميع لإنجاح مشروع وطني وحضاري بامتياز.