بالرعاية السامية لقائد المسيرة المباركة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، يتجدد العرس الثقافي السنوي لعاصمتنا الحبيبة مع انطلاق الدورة الـ32 من «معرض أبوظبي الدولي للكتاب»، أمس الأول في مركز أبوظبي للمعارض، والتي تستمر حتى الثامن والعشرين من مايو الجاري.
وفي كل مرة يتجدد فيها العرس البديع، تستعيد الذاكرة تلك البدايات الأولى لمعرض منذ أكثر من ثلاثة عقود من خيمة بسيطة في ساحة مقر المجمع الثقافي إلى موقعه الحالي في المباني والمرافق العالمية الفخيمة لمركز أبوظبي للمعارض. رحلة تختزل رؤى قيادة حرصت منذ مراحل مبكرة على الاهتمام بالارتقاء بالإنسان علماً وثقافة وفكراً، وانطلاقاً من قناعة راسخة بأن الثقافة أساس بناء جسور المعرفة والتواصل بين الثقافات والحضارات والأديان، ونثر قيم التعاون والتسامح وحسن التعايش.
تنطلق الدورة الجديدة من المعرض، وفي صلب تفاصيل فعالياتها الثرية عناية خاصة بالاستدامة كفكرة محورية للمعرض، ونحن في رحاب عام الاستدامة الذي وجّه به قائد الوطن، بزخم استثنائي يحمل بين جوانحه أكثر من 2700 فعالية تقام في المركز الرئيسي للحدث، إلى جانب عدد من المواقع الثقافية الأخرى.
برنامج ثري متنوع بمشاركة 1300 جهة عارضة من 90 دولة، من بينهم 330 عارضاً محلياً، وتعرض ما يربو على 500 ألف عنوان في شتى الميادين والمجالات المعرفية، ويثري أيامها وآماسيها 800 ضيف من الأدباء والمفكرين والمسؤولين والناشرين وصناع المحتوى. 
محطات مضيئة في معرض هذا العام الذي يشهد الاحتفاء بالجمهورية التركية، ضيف شرف، عبر فعالية تتيح للزائر الاقتراب من التاريخ والثقافة والفنون التركية، وكذلك الاحتفاء بالشخصية المحورية لهذه الدورة صاحب المقدمة الشهيرة، مؤسس علم الاجتماع، الفيلسوف العربي ابن خلدون، وتكريم الفائزين بجائزة الشيخ زايد للكتاب 2023. 
وعشية انطلاق المعرض، شهدنا تتويج الفائز بالجائزة العالمية للرواية العربية، وتكريم المرشحين في قائمتها القصيرة. وقبلها كان هناك المؤتمر الدولي الثاني للنشر العربي والصناعات الإبداعية، ناهيك عن الاحتفاء بالذكرى المئوية لمجموعة من الأدباء، وغيرها من الفعاليات النوعية البارزة التي نتوقف أمامها لنعبر عن خالص الشكر والتقدير للإخوة والأخوات وفرق العمل كافة في مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي على هذا الجهد الاستثنائي لتقديم دورة استثنائية هي الأكبر من معرض يعد من أقدم معارض الكتاب في المنطقة لإمتاع عشاق خير جليس في الأنام.