قبل البدء كانت الفكرة: عجيبة هي تصاريف الحياة، يغيب الواحد عنا سنوات عديدة، ويختفي مع جلبته التي كانت تحيط به، ويخفت الصوت الذي اعتدنا على سماعه، ويذهب جوّه الذي كان يخلقه حول نفسه وحولنا، ونوقن أن ذاك الشخص ربما غادر دنيانا، لكن حين نسمع بعد ردح من الزمن أنه توفي بالأمس، تقول: ظننت أنه توفي منذ زمن طويل، وتتساءل: لمَ لم نسأل عنه؟ وكيف كانت حياته في سنوات الانطفاء وخريف العمر؟ وتستغرب كيف غدا الأحياء متباعدين رغم كل أدوات التواصل؟ هكذا علمت بوفاة الزميل الصحفي واللاعب والمعلق الرياضي متعدد المواهب «محمد علي حسين» الذي كان بيننا عمراً مديداً ثم غادرنا وغادر المكان للمرة الأولى قبل سنوات، كان الصمت وحده المطبق على كل سنوات الضجيج والفرح والمسرات والأتراح والمحزنات حتى كانت المغادرة الأبدية التي رجّتنا، ورجّت كل الأشياء من حولنا لتقول لنا شيئاً واحداً: لا تركنوا لعجلة الحياة، وإلا ستجرّنا، ولا إلى الصمت، فإنه سيلفّنا!
خبروا الزمان فقالوا: - حين قبض على الثائر الأممي «تشي غيفارا» في مخبئه بعد وشاية من راعي غنم، سئل الراعي لمَ وشيت بثائر كان يدافع عنكم أنتم الفقراء والمستضعفين؟ قال: لقد كانت حروبه تثير الخوف في قطيع غنمي!
- يوم بلا خبز، هو يوم طويل.. وطويل.
- لا أحد يثق بالخبراء، ولكن الجميع يصدقونهم.
*أمثال وأقوال: الحوت كان حاضراً في الثقافة العربية التي يعتقد الكثير أنها تمثل الصحراء فقط، لكن الحقيقة أن الجزيرة محاطة ببحار، وعرف العرب البحر قديماً قبل الإسلام، وقد ذكر الحوت في القرآن مرات عديدة، لكن حوت موسى والخضر، وحوت يونس هما الأشهر، من مسميات الحوت النون، وذو النون، صاحب الحوت، وهو النبي يونس، ويعد الحوت الأزرق أكبر حيوان عرفه كوكبنا إذا يبلغ طوله 30 متراً، ويزن بين 150 و 180 طناً، أي ما يعادل عمارة مكونة من 10 طوابق، لم يقل فيه الكثير من الأقوال والأمثال لأنه بعيد عن حياة الناس، ويستوطن المحيطات، لكنه ظهر في الأعمال الأدبية وفي الأساطير.
*خزائن المعرفة: المسبحة أو المسباح أو السبحة، هي قديمة اتخذها الرهبان والكهان وأتباع الديانات الأخرى قبل الإسلام، مثل اليهودية والمسيحية، وكانت عند الهندوس والبوذيين، واستخدمها الفينيقيون للمقايضة، وعرفها المسلمون في القرن الثالث الهجري عن طريق مصر، ومع انتشار الطرق الصوفية، ازدهرت وأصبحت مألوفة في أيدي الدراويش، وأسهم الأتراك في انتشارها، حتى غدت اليوم تقليعاً اجتماعياً، وظهرت المسبحة الوردية في القرن العاشر الميلادي حيث استبدلها الرهبان عن تلاوة مزامير داوود البالغة 150 مزموراً، بتلاوة 150 صلاة للسلام الملائكي، صنعت من حب نوى التمر والزيتون وغيرهما من الثمار، وتدرجت إلى الحجر الكريم والفضة واللؤلؤ والذهب.
*خير جليس: «السقيفة.. إسلام النشأة المفقود» لـ «وحيد السعفي»، يتحدث هذا الكتاب بلغة قصصية معتمدة على هوامش ومراجع من كتب الأثر عن الحياة والشخوص والظروف التي تلت وفاة الرسول الكريم، وما جرى أيام السقيفة مستدعياً كل شهود الحادثة ومعاصريها من دون الميل لأي من الفريقين، وفي الربع الأخير من الكتاب البالغة صفحاته 470 صفحة، تجد الهوامش والتعليقات والمراجع التي استسقى منها الباحث مادة كتابه، وهي غنية ووافرة المعرفة، وتكاد تلخص لك الكتاب.
*محفوظات الصدور: 
ما بي مال سديته        بي قدري والحشم
الزين لي سويته          طاح الغيل ودَمّ
                                 ***  
يوم هي خضراء ما تهيف   تسلمّ ولو في كل خطر
ويوم توقف عن المهيف   ما يفيدها كثر الحذر
                            ***  
تدهاك إلا الدواهي       امرار دون أسباب
لو كنت عنها لاهي       تأتي بغير حساب
*جماليات رمستنا: نقول: امرأة طامح، أي نشزت، وتركت بيت زوجها، وإرجاعها رضوتها بعيدية أو هدية، ونقول: امرأة مشَوّل، لا تمكث في مكان واحد، تشالي من مكان إلى مكان، وأصلها فصيح من شالت الفرس أي صرفت وقت التزاوج، ونقول أيضاً: امرأة صارف، وامرأة جاعد، لازمة بيتها قاعدة فيه مدة العدة الشرعية بعد وفاة الزوج، ونقول: امرأة معَوّل، معتمد عليها، وامرأة مهَوّل، كثيرة المبالغة، وامرأة مخَوّل، ظهرت تشبه أخوالها.
روّح وراحـت روحي               تـتـبع مـوطا ثـرَه
تـسأل عـنه وتنوحي              مـحـد يـاب اخـبره
ريـف الغيد السروحي            مـقـره او مـصدره
بـو يـادلٍ ويـموحي                 والـبـاجي يـنـثره
فـوق الوجه الصبوحي            يــا ربـي مـخيره
لـه مـبسمٍ منصوحي              درّ صـافـي حْـجره
امـشـاهده مـربوحي              واصـحي يـوم انظره
والـخد يـوم ايلوحي               اتـجـدّي ع اسـفره
كـل العطر له ايفوحي            مــن تـربة مـنحره