تجربة نوعية وإنسانية إماراتية أخرى تسطع عطاءً وجُوداً وتتألق خلال شهر الخير والرحمة والبركات شهر رمضان المبارك، فتجربة بنك الطعام التي تحظى برعاية ومتابعة حرم صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، سموّ الشيخة هند بنت مكتوم بن جمعة آل مكتوم، الرئيس الأعلى لمؤسسة بنك الإمارات للطعام، تجسد قيم الإنسانية والخير والعطاء الراسخة في مجتمع الإمارات، كما أنها تمثل واحدة من أكبر المبادرات المتعلقة بالحد من هدر الطعام، إلى جانب مشروع ومبادرة «نعمة» التي يتعاون معها بشكل كبير وبالأخص فيما يتعلق بالحملات التوعوية، بما ينسجم مع الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي، والتي تهدف إلى الحدّ من فقد وهدر الغذاء من خلال تطوير منظومة متكاملة لخفض نفايات الطعام ضمن سلاسل التوريد.
اليوم بنك الإمارات للطعام، التابع لمؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، ومع حلول الشهر الكريم، أطلق أحدث مبادراته لتوفير ثلاثة ملايين وجبة من التبرعات بهدف «إدارة فائض الطعام والحدّ من هدره، وإيصال الغذاء إلى أكبر عدد من محتاجيه داخل دولة الإمارات وخارجها، إضافةً إلى رفع الوعي المجتمعي للوصول إلى صفر مخلفات طعام».
مبادرة ذات غاية عظيمة، فهي إلى جانب إعلاء قيمة إطعام الطعام، واستحضار النعم، تعزز قيم التآخي والخير في المجتمع بتوصيله إلى أكبر شريحة من المحتاجين، والمساهمة في الوقت ذاته بالحد من الهدر عبر إدارة متكاملة للفائض من الطعام.
وهناك جانب آخر للمبادرة، فهي ومن خلال تعاونها مع شركات إعادة التدوير، تقوم بإعادة تدوير غير الصالح للاستهلاك البشري في حال تلفه، وتحويله إلى زيوت وسماد زراعي، بهدف الحفاظ على البيئة والاستدامة، ونحن في عام الاستدامة.
جهود عظيمة ومباركة تُبذل تعكس حرص الإمارات على وصول الخير للمحتاجين والتخفيف من معاناتهم أينما كانوا من دون تمييز، قيم متجذرة في مجتمع الطيب والخير وعُرفت بها «بلاد زايد الخير» وتتواصل مبادراتها على أكثر من صعيد وتحت عنوان عريض واحد، تخفيف معاناة المحتاجين وإغاثة الملهوف، ليس ذلك وحسب وإنما ضمان استدامة العمل الخيري والإنساني بتعزيز تلك المبادرات بأعمال تضمن استمراريتها وتحسين معيشة وحياة المستفيدين منها من خلال مشاريع صغيرة ومتوسطة عميقة الأثر والتأثير في حياتهم، فبارك الله في جهود الخيرين ممن يعملون لمساعدة الآخرين.