قبل البدء كانت الفكرة: تعرفون رمضان، مرات قلة حيلة، تجلس تراقب كل شيء، وأمس العصر حضر حداد ولحام وعمال لتركيب بوابة حديدية، وجلست أراقبهم، وتعجبت من صبية معهم يعرفون أرقام المفكات «السبانه»، كل واحدة برقمها دون أن يتمعنوا فيها، خاصة أنها لا تحمل أرقاماً مكتوبة عليها، فـ«السبانة» رقم 14 تختلف عن «السبانة» 21، والصندوق فيه أكثر من 30 «سبانه»، فتيقنت حينها أنني لو كنت أعمل مع ذلك الحداد واللحام، لكانا طرداني من أول يوم عمل، بصراحة صعب تعرف أرقام «السباين»، خاصة وأنها كثيرة وتتشابه، ومكودة في صندوق واحد.
خبروا الزمان فقالوا: -
- عندما لا تعرف ما أقصده، لا تفسر ما تريده.
- الراعي الذي يفتخر بالذئب لا يحب الخراف.
- الويل للبيت الذي تصيح فيه الدجاجة، ويصمت الديك «إيطالي».
أمثال وأقوال: ليس من حيوان حظي بالحب والتقدير رغم فداحة أعماله مثل الذئب في الثقافة العربية، فالعرب توصي الولد بأن يغدو ذئباً، «خليك ذيب»، وسموا أولادهم عليه، ذكر 3 مرات في القرآن، في سورة يوسف، وذكر في الشعر العربي كثيراً، من مسمياته العديدة، النهشل، السرحان، الأوس، الأمعط، الأسحم، الأطلس، العوف، وفي أمثالهم: «إن لم تكن ذئباً، أكلتك الذئاب»، «الذئب ما يهرول عبثاً»، «إن لم تكن ذئباً بالت عليك الثعالب»، «الذئب يغير وبره، ولا يغير طبعه»، يقال عنه أمور أسطورية، مثل أنه لا ينام منذ ولادته حتى موته، وأن الجن تخاف منه، لأنه يأكلها، وغيرها من أمور مرتبطة بالسحر. 
خزائن المعرفة: مع بدايات التصوير الفوتوغرافي، ظهرت الوجوه متشنجة وقاسية، لأن الضحكة كانت تعد أمراً صبيانياً، وغير لائق بأفراد المجتمع المخملي، فابتكر مصور إنجليزي في أربعينيات القرن التاسع عشر حيلة، يطلب من الناس قبل تصويرهم لفظ كلمة «برونز» وتعني الخوخ المجفف، فتظهر الأفواه مبتسمة قليلاً، والتي تحولت مع تغير المجتمعات ومفاهيم العيب إلى كلمة «تشييز» جبن، والتي قالها الرئيس الأميركي «روزفلت»، وبعده السفير الأميركي لدى موسكو «جوزيف أي ديفيس» لأنها تظهر الابتسامة رغماً عن حقيقة الحال السياسي.
خير جليس: «قصص الأنبياء» للكسائي، تحقيق ودراسة في أصول الأساطير الإسلامية «د. محمد كريم الكوّاز»، كتاب ضخم يتحدث عن بداية الخلق، وأساطير الأولين والإسرائيليات، مروراً بقابيل وهابيل ونوح وكافة الأنبياء وأهل الكهف وذي القرنين حتى ظهور المسيح الدجال والمهدي المنتظر.
محفوظات الصدور: من فن الميدان:
منيــــوركم صاح بارد حـــاف       وعند المحل ما يسيح إلنا
ولا نأكل العيش بارد حــاف       غير بسَمْن ما يسيح إلنا «مجهول».
 ***
شارب سَمْن نص مَنّ عمان       وتطحن رحى الشوق حبّوني
يوم خنيري نــص مَنّ عمان        كثيرن من الناس حَبّوني «مجهول»
 ***
شين الطبع شين راعي الشين         وزين العنب من حلاه سكر
ما يختلـــف زين راعي الشيـــن        وما تستوي الحنظلة سكر «محمد بن دريدر الخالدي»
جماليات رمستنا: نقول: «وكفت»، حين يزعجنا شخص، وندعو عليه بقولنا: «وكفت كفتك»، وهي ليست بفارسية كما يعتقد البعض، هي فصيحة، وتعني الموت، وفي لسان العرب «وقع الناس في كفت شديد» إي ذاقوا الموت، ومن الكلمات التي نعتقد أعجميتها كلمة رنق، لون، ومرنّق، ملون، وجمعها أرناق، وأصلها الفصيح تغير الماء بالتراب، خاصة حين حفر البئر، وله في العامية كلمة أخرى، نقول، ظهر الصفّيرو، أي صار الماء أصفرَ مترباً، وترنق الماء كدر ولم يصفُ، ونقول ثوب مرنقش أي مزركش أو مرقط أو منقط، وهي فصيحة من الرقش والنقش.