- ماتت جدتي، هذه من أشهر الكذبات في العالم، مسكينة العجوز يقصبونها وهي حيّة ثلاث أربع مرات، وعقب ما يدفنونها بسنين يظهر أحد من أحفادها الجاحدين، ويستخدمها كورقة رابحة لكذبه، حتى إنه في كثير من المرات تجد واحداً من سنة «سكتو»، ومرجع العداد مرتين، تسمعه يقول: جدتي ماتت أمس! فتتملك الدهشة كيف أن جدته ما زالت عايشة، وهو روحه «متكندم»!
- السيارة تعطلت، يا كثر ما تتعطل السيارات في حزات التأخير على الموعد، كذبة جاهزة وسهلة لكنها مقنعة، وقصورك تفزع له وتقلص سيارته إلى مصفح.
- والله تعبان اليوم، هذه «روشته» موصوفة لأي عذر أو تأخير، وأكثر استعمالاً حين لا تريد أن تلتقي بأحد تعرف مسبقاً أن وراء اللقاء طلباً أو ضيقة.
- زحمة الأتوبيسات، هذه الكذبة السينمائية التي عرفناها من السينما المصرية، ولم نعرفها واقعاً، لكنها بقيت سائرة ولو من باب التندر على الحال، وتحولت إلى كذبة تتحول في شوارع المدن العربية.
- والله اسمح لي نسيت، يعني هذه العبارة ما لها إلا جواب واحد: نساك الموت! لكنها حين تزيد سماكة النسيان تصبح كذبة تبلق لها العين، الغريب أن هذا المصطلح المحلي، بلق عينه، لغة إشارة يستعملها الفرنسيون ليقولوا للمتحدث، لقد زدت العيار، أي أنها كذبة أتت من كذّاب أشر.
- الله يأخذ هالدريول الجديد دابشة الله يعيني عليه، هذا العذر الذي هو أقبح من ذنب، صناعة محلية بحتة، ولكننا لم نعرف أن نصدرها للخارج.
- ليش ما ذكرتني الله يسامحك، هذه كذبة صاروخية أرض.. أرض، موجهة للآخر لتضع الحق عليه، لو لم يكن له ذنب في الموضوع، بحيث تخرسه ويتقبل اللوم، ويشعر وقتها أنه ربما كان هو الغلطان فعلاً، وإلا لِمَ لم يذكّره في حينها.
- والله اسمح لي أنا مسافر أو خارج البلد، هذه واحدة من الكذبات ذات العيار الثقيل، لكنها غير مكلفة، لا ثمن تذكرة، ولا إقامة في فندق خمس نجوم، رأسمالها طلقة في الهواء، تريح رأس الآخر من الوجع ومن الطلبات ومن خسائر متوقعة لو قال إنه في البلاد.
- ماعليش ما أقدر الليلة مباراة برشلونة وريال مدريد، هذه كذبة موسمية للذين تعرفهم يحفظون جدول الدوريات وبطولات الكاس في العالم، ولكنها تخطف بسهولة ويسر على الذين لا يعرفون فانيلة برشلونة من فانيلة ريال مدريد.
- والله مخالط أو نتيجة فحص كورونا سلبية، كانت هذه الكذبة منتعشة في السنتين المنصرمتين، وكانت ضربتها قاضية، بحيث بعدها لا تود حتى أن تتحادث معه، ولا يقرّب نحوك، وتظل تشك فيه كلما رأيته، واتمّ تسلم عليه من بعيد لبعيد.
- يا أخي هالرادارات هالكتنا، وهالكة أهلنا، هذا التعلل غير صحيح ولا منطقي، بالرغم أن الرادارات ومخالفاتها التي لا تعد ولا تحصى حقيقة هالكة الجميع، لكن في حقيقة الأمر ما يخصها بموضوع أن تتأخر على صاحبك أو تصل للعمل متأخراً أو لا تلبي دعوة كريمة، ترا كثير من أمورنا الخاطئة نرد خطأها على التكنولوجيا.
- يا أخي تعرف رمضان.. وصائم، الله يعين، هذه الكذبة من مفطرات رمضان، لكنها تظل سائدة صباحاً ومساء في رمضان حتى العشر الأواخر لتتحول إلى كذبة مختلفة، تعرف العيد ومتطلبات الأولاد، واحتياجات البيت، وركضة العيد.