مضامين كثيرة يحملُها «وشاح محمّد بن راشد آل مكتوم» الّذي حصل عليه سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، أحد أبرز قاماتنا الوطنية العالية، وصاحب الجهود المتواصلة والإنجازات المتتالية في خدمة الإمارات وقيادتها وأهلها.
لعل أبرز هذه المضامين هو أنّ خدمة البلاد شرف وفخر يتصدّى له الشرفاء والمخلصون، بالعزيمة والإيثار والتواضع والتحدي والإنجاز، وهي صفات غرسها الشيخ زايد في عياله على امتداد الإمارات، وباتت اليوم عنواناً عميق الدلالة لدولة حديثة لا تتوقف عجلة البناء فيها، ولا تغيب عن قوائم النجاح والتفرد.
إنّ قراءة سريعة لجهود سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان تعلّمنا كيف يُعرف الرجال بمواقفهم، بطموحهم، بهمّتهم، بعزمهم.. تعلّمنا كيف يمنح القائد فريق عمله كثيراً من الطاقة الإيجابية لتحدي الأرقام وصناعة الواقع المحفز لمزيد من الإنجازات.
أقول ذلك، وأنا أستدعي -على سبيل المثال- مشهداً يصعب على الذاكرة نسيانه، حيث «قصاصة الورق الشهيرة» التي دوّن عليها سموه بخطّ يده، ذات خلوة وزارية قبل عدة سنوات، عبارته الشهيرة «إطلاق سفينة فضائية إلى المريخ»، لتكشف الحروف عمّا يجول بخاطر شخصية استثنائية تستشرف المستقبل وتتوقعه، بذهنية مَن يعرف حجم التحدي، ويتهيأ له، ولا يراه بعيداً.
ومن حلم الفضاء -الذي سرعان ما أصبح واقعاً- إلى محطّات كثيرة، وملفات تنفيذية وتنموية وسياسات تعدت القطاع البنكي إلى تأسيس وإدارة جهاز الإمارات للاستثمار، ثم مجلس تنافسية الكوادر الإماراتية، إضافة إلى متابعة تنفيذ المبادرات الرئاسية في كافة أنحاء الدولة، وفق منظومة عمل دؤوب تستند إلى عقيدة راسخة عند سموه، مفادها أن بلادنا لا بد أن ترسخ امتلاكها كل عوامل القوة وشروطها، وأن كل إنجاز ينبغي أن يكون محطة يفضي إلى أخرى.
ولعل من يقرأ «أرقام نافس» يلمس ما حققه «ملف التوطين»، مؤخراً تحت إشرافه، حيث الغايات والأهداف أكبر وأكثر تميزاً، بينما كوادرنا الوطنية تقود تحولات كبرى تليق بنا.
تبقى الرسالة الأوضح من هذا الوشاح، لكل من يريد أن يعرف أسرار النجاح ومكنوناته، هي أن ما حدث على هذه الأرض له أبطاله ورجالاته، الذين حققوا ما يشبه المعجزات بالإيمان والصبر والعمل الدؤوب وعدم الارتهان إلى حظ أو مصادفة، ومِن هؤلاء الأبطال الشيخ منصور بن زايد.