عهد جديد من الشراكة تدشّنه الاحتفالات بمرور 50 عاماً على تدشين العلاقات الإماراتية المصرية، التي تمثل مناسبة غالية وعزيزة على قلب كل إماراتي ومصري، وامتداداً لعلاقات أخوة ترسخت وازدادت قوة ومتانة عبر عقود، وأصبحت بمثابة نموذج مضيء للعلاقات الثنائية بين الدول الشقيقة والصديقة عامة، والدول العربية خاصة.
رسائل كثيرة ودلالات متعددة يشير إليها زخم هذه الاحتفالات الممتدة على مدار 3 أيام، لعلّ أبرزها ذلك الوجدان الاجتماعي المشترك الذي أصبح رابطاً بين قيادتي وشعبي البلدين، والذي يرسل برسالة عميقة المعنى، مفادها: أن العلاقات الأخوية الراسخة هي الأساس لصناعة مستقبل أفضل، بينما تعزيز التعاون وتنسيق الجهود هما الطريق لكتابة المزيد من النجاحات في كل الملفات.
لقد تجاوزت العلاقات الإماراتية ـ المصرية في مضمونها نمطية الدبلوماسية العادية، في ظل شراكة استراتيجية شاملة تستند إلى عوامل تاريخية وسياسية وثقافية واقتصادية، مدعومة بأواصر أخوية، وتوافق في الرؤى والمواقف انعكس صداه وأثره في مختلف القطاعات والمجالات.
ولا نبالغ إذا قلنا: إن التطوّر الذي شهده مسار العلاقات الإماراتية - المصرية، والتوافق في الرؤى بين قيادتي الدولتين إزاء مجمل القضايا الإقليمية والدولية، والتعاون المستمر فيما بينهما، تمثل رصيداً للأمة العربية بأكملها، وتعزز من قدرتها ومناعتها في مواجهة التحديات.
كمراقبين، نرى أن العلاقات الإماراتية ـ المصرية بلغت الآن أوج زهوها وقوّتها، ما يجعلنا نجزم بأن الفترة المقبلة ستمثل بيئة مواتية للانتقال إلى مرحلة جديدة من التعاون والشراكة، لتتواصل مسيرة التعاون المشترك نحو مستويات غير مسبوقة تخدم الأجندة التنموية، بما يحقق المصالح المتبادلة والتطلعات المستقبلية للبلدين.
مع مصر ستتنامى مسارات تكاملنا لتنشر البناء في ربوع بلدينا، وترسخ رفاه شعبينا، وتعزز من قوة أمّتنا، بإرادة ورغبة حثيثة قوامها التآزر والتكاتف ووحدة الموقف والعمل يداً بيد لتحقيق الازدهار والتنمية المستدامة.
ومع القاهرة سنبقى أوفياء لوصية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، وستظل علاقاتنا محلّ احتفاء دائم بمشاعر عفوية صادقة ومخلصة نابعة من القلب.