زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، وضعت العالم أمام مرأى الطاقة ومسؤولياته تجاهها، حيث الإيمان بأن سلام العالم يتكئ دوماً على أمن الطاقة وتأمينها حتى تمضي القافلة باتجاه المستقبل من دون كبوات ولا عثرات ولا انكسارات، ولا اصطفاف ولا تمركز إلا عند بؤرة الضوء المتدفقة من آبار الحلم البشري.
اليوم يواجه العالم معضلة الرؤى الضيقة، والصدور المحتقنة، وإذا لم يتدخل العقلاء فإن العالم مهدد بالضياع على أيدي ضمائر باتت غائبة عن الدرس، مهملة لواجباتها الإنسانية وهذا ما استدعى التواصل بين رجال عرفوا برصانتهم السياسية، وحلمهم الأوسع، ووعيهم بأهمية أن نكون جميعاً نمخر العباب بأشرعة لا تشققها ريح العصبية السياسية، ولا ترهقها عواصف المواقف الآنية.
زيارة سموه وضعت النقاط على مكان الجمل الفعلية، لتصبح الحكاية العالمية معرفة بفهم النبلاء، ووعي النجباء من بني البشر، وكيف وقد تخرج هذا الفارس في مدرسة زايد الخير، الذي عرف الحياة بأنها مدرسة ومن يتأخر في حمل كتابها الطبيعي فلا بد وأن يشقى، وتسومه الملمات بسوء العذاب.
هكذا تسطع تطلعات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، وهكذا تشع رؤيته بما يخدم الوطن والعالم على حد سواء، إيماناً من سموه أن صلح العالم هو طريق إلى رقي الوطن كوننا لا نعيش في جزيرة نائية بقدر ما نحن نتوسط هذا العالم ونحن الذين نحرك مروحته، كي يتنظف من دخان الكراهية، وكي ينقى من دنس الأنانية.
هذه قناعات رجل نبعت مهارته السياسية من أتون أرض صنع مجدها المغفور له زايد الخير طيب الله ثراه، وعلى أثره سار الشيخ خليفة بن زايد «رحمه الله»، ليتلو صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد تراتيل تلك الحكمة المتوارثة، ويمضي بالقافلة نحو المجد المجيد، ويحقق المزيد من براعة أهل هذا الوطن، وقدراتهم الفائقة في جعل الطاقة طريقا للنور، وليس إظلام الغرف المغلقة.
هذه الرؤية هي التي جعلت الإمارات اليوم في قلب العالم مصباحاً منيراً، وقاموساً محيطاً، يلملم شتات العالم ويحميه من الزلل، ويحفظه من الكلل.
هذه السياسة هي الجديرة بإحاطة العالم بأهداب تحميه من سغب الأيام، وكرب الأحلام. هذه السياسة هي إكسير نجاح لكل من يحلم بحياة آمنة مستقرة لا تشوبها شائبة، ولا تعرقلها خائبة.